إن تمسسكم حسنة تسؤهم

منذ 2014-10-16

دائماً حال المنافق مع المؤمن حال المغتاظ..! إذا أصاب المؤمنين نصر وفرج وتمكين، وسعة أصاب الكفار والمنافقين غيظ وهم وكرب، واشتعلت النار في قلوبهم، ويظهر هذا في لحن قولهم وبين ثنايا أحاديثهم، وإذا أصاب المؤمنين غم وقرح وهزيمة وألم، تجد حال الكفار والمنافقين حال المنتشي الفرح الفخور المختال، وفي مقابل هذا الغيظ والحقد فإن ثبات المؤمن على التقوى وصبره حتى يلقى الله، هما البلسم والدواء من حقد الحاقدين وغلهم.

دائماً حال المنافق مع المؤمن حال المغتاظ..!
إذا أصاب المؤمنين نصر وفرج وتمكين، وسعة أصاب الكفار والمنافقين غيظ وهم وكرب، واشتعلت النار في قلوبهم، ويظهر هذا في لحن قولهم وبين ثنايا أحاديثهم، وإذا أصاب المؤمنين غم وقرح وهزيمة وألم، تجد حال الكفار والمنافقين حال المنتشي الفرح الفخور المختال، وفي مقابل هذا الغيظ والحقد فإن ثبات المؤمن على التقوى وصبره حتى يلقى الله هما البلسم والدواء من حقد الحاقدين وغلهم.

قال تعالى :
{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:120].

قال البغوي في تفسيرها :
"وقوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} أي: تصبكم أيها المؤمنون بظهوركم على عدوكم، وغنيمة تنالونها منهم، وتتابع الناس في الدخول في دينكم، وخصب في معايشكم {تَسُؤْهُمْ} تحزنهم، {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} مساءة بإخفاق سرية لكم أو إصابة عدو منكم، أو اختلاف يكون بينكم أو جدب أو نكبة تصبكم {يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا} على أذاهم {وَتَتَّقُوا} وتخافوا ربكم {لَا يَضُرُّكُمْ} أي: لا ينقصكم، {كَيْدُهُمْ شَيْئًا}، قرأ ابن كثير ونافع وأهل البصرة {لَا يَضُرُّكُمْ} بكسر الضاد خفيفة يقال: ضار يضير ضيرًا، وهو جزم على جواب الجزاء، وقرأ الباقون بضم الضاد وتشديد الراء من ضر يضر ضرًا، مثل رد يرد ردًا وفي رفعه وجهان..

أحدهما: أنه أراد الجزم وأصله يضرركم، فأدغمت الراء في الراء، ونقلت ضمة الراء الأولى إلى الضاد وضمت الثانية اتباعًا، والثاني: أن يكون لا بمعنى ليس ويضمر فيه الفاء تقديره: وإن تصبروا وتتقوا فليس يضركم كيدهم شيئًا، {إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} عالم".

وقال ابن مثير في تفسيرها :
"ثم قال: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}، وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين وهو أنه إذا أصاب المؤمنين خصب، ونصر وتأييد، وكثروا وعز أنصارهم ساء ذلك المنافقين، وإن أصاب المسلمين سنة -أي: جدب- أو أديل عليهم الأعداء، لما لله في ذلك من الحكمة، كما جرى يوم أحد، فرح المنافقون بذلك، قال الله تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، يرشدهم تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار، باستعمال الصبر والتقوى، والتوكل على الله الذي هو محيط بأعدائهم، فلا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته، ومن توكل عليه كفاه".

أبو الهيثم محمد درويش 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 24,528

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً