إشارات بسيطة على طريق نصر الفرد والأمة

منذ 2014-12-05

تأمل وتفكر لتعلم كيف كان ينزل النصر، وعلى من.

إشارات بسيطة على طريق نصر الفرد والأمة، لا تحتاج لكثرة توضيح، وإنما تحتاج فقط لتطبيق، وهمة عالية.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». (رواه البخاري: 4837) (ومسلم: 2819)، واللفظ للبخاري.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فأطال القيام، حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه» (رواه مسلم: 773).

تأمل وتفكر لتعلم كيف كان ينزل النصر، وعلى من.

محمد بن واسع الأسدي؛ وهو من التابعين الكبار، الذين جمعوا بين العلم والزهد والعبادة؛ وقد خرج مع (قتيبة بن مسلم) في الشمال تجاه كابل، ووصلوا إلى تلك المشارف، ولما صَفَّ (قتيبة بن مسلم) الجيش وقابله الكفار قال قبل المعركة: "التمسوا لي (محمد بن واسع)؛ العابد الزاهد، فأتوا، وإذا (محمد بن واسع) قد توضأ واتكأ على رمحه، ورفع سبابته إلى السماء؛ يتمتم ويدعو الحي القيوم بالنصر: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:126]، فعادوا وأخبروا (قُتيبة بن مسلم) فتهلل وجهه، وقال: "والله الذي لا إله إلا هو؛ لأصبع (محمد بن واسع) خيرٌ عندي من مائة ألف سيفٍ شهير، ومائة ألف بطل طرير".

وبدأت المعركة، ونصر الله المسلمين، وانتهت المعركة، وقُدِّمَت الغنائم من الذهب والفضة إلى (قتيبة بن مسلم)، وكان يرى الكُتُل من الذهب والفضة والجواهر والكنوز تُقدم إليه، فكان يقول للقواد: "أترون أن أحدًا من الناس يعطى هذا فَيَرُدَّهُ؟ قالوا: لا، ما نرى أحدًا من الناس يُعْطَى شيئًا من الذهب والفضة ثم يرده، قال: والله لأرينكم رجالًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذهب والفضة عندهم أقل أو أرخص من التراب، فقال: عليَّ (بمحمد بن واسع).

فذهبوا إليه، وهو يصلي في خيمته، فقالوا: يا (محمد بن واسع) إن قتيبه يدعوك، قال: مالي ولقتيبة، ما خرجت إلا لوجه الله عز وجل، فليتركني (قتيبة) أَحْمَدَ الله عز وجل على ما أعطى من النصر، قالوا: أَمَرَكَ الأمير؛ فأتى إلى (قتيبة) قال: خذ هذا يا (محمد بن واسع) كتلة من الذهب تُقَدَّر بآلاف الدراهم والدنانير، وظن (قتيبة) أنه لا يأخذها فحملها معه، فتغير وجه (قتيبة) وقال في نفسه: اللهم لا تخيب ظني في (محمد بن واسع)، وأرسل بعض الجنود يبحثون وراءه أين يضع هذا المال، ولما خرج من الخيمة عرض له مسكين يطلب الناس في الجيش، وسأل (محمد بن واسع) فأعطاه كل الذهب، وذهب إلى خيمته.

فاسترد (قتيبة) هذا المال بشيءٍ من الدراهم من المسكين، وقال لوزرائه وقواده: أما أريتكم أن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يرون الذهب والفضة كالتراب".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,269

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً