حرص الصحابة

منذ 2014-12-05

نجد الهمم لا تقارب بحال همم الأولين، مع ما كان من مشقة للحصول على العلم والسُنة

مع التطور الهائل في وسائل الاتصال، والتطور الهائل في الميديا الحديثة، وسهولة الحصول على المعلومة مقروءة، أو مصورة  صورًا ثابتة، أو مقاطع مرئية، ما جعل من الوصول للحق، ومعرفة الشرع سهلًا ميسورًا، ومع هذا -للأسف- نجد الهمم لا تقارب بحال همم الأولين، مع ما كان من مشقة للحصول على العلم والسُنة، وإليك حديث يُعبر عن هذا:

أرجو أن تتأمل أولًا همة (جابر بن عبد الله) رضي الله عنه؛ وهو مَنْ هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمكنه أن يقول في نفسه: لقد سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم الكثير، ثم تأمل ما في الحديث من معان عظيمة تُطمئن كل مظلوم؛ أن حقه حتمًا سيعود.

عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيرًا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرًا، حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله ابن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال ابن عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني، واعتنقته، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيت أن تموت، أو أموت قبل أن أسمعه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يحشر الناس يوم القيامة -أو قال: العباد- عراة غرلًا بُهمًا، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار، أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله عزَّ وجلَّ عراة غرلًا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات»

(رواه أحمد: 3/495) (16085)، (والحاكم: 2/475)، (والطبراني؛ في المعجم الأوسط: 8/265) (وحَسَّنَ إسناده المنذري؛ في الترغيب والترهيب: 4/218)، (والهيثمي؛ في المجمع: 10/354)، (وحسنه لغيره الألباني؛ في صحيح الترغي: 3608).

وها هو الحبر يفعل نفس الفعل:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "لما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس، أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم؟ قال: فتركت ذاك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحقُّ أن آتيك، قال: فأسأله عن الحديث، فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني، فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني".

(رواه الحاكم: 1/188).

(وابن سعد؛ في الطبقات الكبرى: 2/367).

(قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري)، ووافقه الذهبي.

(وقال البوصيري؛ في إتحاف الخيرة: 1/212: إسناده رجاله ثقات).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,683

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً