صنعاء رهينة صفقات إيران

بعد أن سقطت العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي المتمردين الحوثيين الشيعة ومواصلة نهبهم لمخازن الأسلحة والمؤسسات السيادية في البلد رغم الاتفاق الهش الذي وقعته مع الرئاسة الضعيفة، أصبحت العاصمة اليمنية رهينة لصفقات إيران الداعمة الرئيسية للحوثيين والتي لا يتحركون خطوة بغير أمرها.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

بعد أن سقطت العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي المتمردين الحوثيين الشيعة ومواصلة نهبهم لمخازن الأسلحة والمؤسسات السيادية في البلد رغم الاتفاق الهش الذي وقعته مع الرئاسة الضعيفة، أصبحت العاصمة اليمنية رهينة لصفقات إيران الداعمة الرئيسية للحوثيين والتي لا يتحركون خطوة بغير أمرها.
 
إيران لم تخف دخولها في صفقات مع الغرب بشأن المشاركة في التحالف ضد داعش شريطة التساهل معها في برنامجها النووي ولكن ما لم تقله إيران حتى الآن في هذا الشأن هو أن صنعاء ستظل عالقة في أيدي الحوثيين حتى يتم القضاء تماما على الثوار المناهضين لنظام بشار الأسد وتستقر الأوضاع بسوريا له مرة أخرى..لقد تساءلنا من قبل عن سر هذ الصمت الغربي المريب بشأن ما يجري في اليمن وسقوط عاصمتها في أيدي مسلحين طائفيين متمردين على السلطة المعترف بها دوليا واعتبار ما يجري مجرد خلاف سياسي وليس إرهابا يجب محاربته, بل إن الجيش اليمني نفسه اعتبر أن انسحابه أمام مليشيات مسلحة خارجة عن القانون نوعا من الحكمة وعدم التورط في خلافات سياسية! ..لقد ظهر في الأفق علامات عن الصفقة المنتظرة بشأن صنعاء حيث بدأ الغرب يتحدث عن نظام الأسد بلهجة أقل حدة ويركز تماما على تنظيم داعش وضرورة القضاء عليه هو وغيره من "الجماعات المتشددة" ولم يقل لنا ما هي مواصفات هذه "الجماعات المتشددة"؟ وهل قبولها بالتفاوض مع بشار الأسد هو نوع من الاعتدال وعدم قبولها ذلك سيضعها في خانة "التشدد" الغربية وضرورة القضاء عليها هي الأخرى حتى يتمكن الأسد والمليشيات الشيعية الموالية له من فرض سيطرتهم على الأرض ولا يبقى أمام المعارضة "المعتدلة" سوى الانصياع لمطالب نظام الأسد؟!..
 
إن الغرب منذ بداية الثورة السورية يتحدث عن دعم "المعارضة المعتدلة" ولم يدعم أي فريق منها سوى بأسلحة هزيلة لا تقف أمام جيش منظم تصله إمدادات من دولتين كبيرتين مثل روسيا وإيران والآن عندما عاد الحديث مرة أخرى عن دعم المعارضة المسماة بـ "المعتدلة" جاء في سياق محاربة داعش وليس نظام الأسد وكأن جماعة من عدة آلاف ستكون أخطر من جيش عدده مئات الآلاف اعترف الغرب نفسه بدكتاتوريته ومذابحه ضد المدنيين وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان...
 
لقد تكلمنا في مقال سابق عن استخدام إيران لحزب الله في تفويت صفقاتها مع الغرب عن طريق إشعال الأوضاع في لبنان داخليا بشكل سياسي أو عسكريا مع الاحتلال الصهيوني وها هي طهران تستخدم ورقة الحوثيين لإنقاذ أكبر حليف لها في المنطقة...التصريحات التي تخرج من إيران ومن نظام الأسد بشأن عمليات التحالف في العراق وسوريا تشير إلى إرهاصات هذه الصفقة فهناك تأييد مكتوم وانتقاد هادئ وموافقة ضمنية كما أن تصريحات المسؤولين الغربيين تجاه إيران مليئة بالغزل رغم تورطها الواضح في الاستيلاء على صنعاء..
 
الحوثيون أجبروا القوى السياسية في اليمن بما فيها الرئاسة على التوقيع على اتفاق يضمن لهم تسيير البلاد من وراء الكواليس ورغم ذلك لم يلتزموا به حتى الآن لسبب بسيط وهو أن بنود الصفقة لم يتم الاتفاق عليها بالكامل فهناك اختلاف على بعض التفاصيل..الحوثيون من جانبهم وبتحريض من إيران وفي أحسن الاحوال لن يبتعدوا كثيرا عن صنعاء خوفا من الإخلال بأي بند من البنود في أي وقت...
 
هذا كله يجري والدول العربية ما زالت تسير بلا أهداف محددة في ظل تخطيط لإعادة تقسيم المنطقة بين الغرب والأخطبوط الشيعي فإلى أين سيصل بنا؟

خالد مصطفى