مشهد مهيب من جنازة شهيد

منذ 2014-12-14

فمن وسط الجراح تنبت الأزهار.. وينجلي الظلام وتشرق الأنوار.. وتعرف معادن الرجال ويسود الحق..

مشهد مهيب..

دعوات المظلومين..

أيدي مرفوعة للسماء..

قلوب منكسرة لرب العالمين..

إصرار وثبات ويقين بقرب فرج الله..

غضب عارم مع أول رؤية لجثمان الشهيد (نحسبه من الشهداء ونسأل الله له القبول)..

خواطر النفوس ظهرت على قسمات الوجوه..

توضح أن لا فرق كبير بين الغابة والمدينة؛ فالغابة بها شريعة الغاب

والمدينة بها سجون ومعتقلات وقتل ومطاردات وتخيير بين تقرير بالانتحار أو تقرير بالمشاجرات..

ورغم الظلم والألم والطغيان لم يمنع الشعور بالأمل ولا زغرودة الوداع كما في فلسطين الصابرة..

لم تمنع والد مصاب أن يقول لو مات ولدي فسيخرج ولدي الأصغر مكانه: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].

فيهات أن يكسروا منا الصمود أو أن يمنعوننا عن قولة الحق..

قال صلى الله عليه وسلم: «ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق، أو يقول بحق، أو يذكر بعظيم» (السلسلة الصحيحة)

وإلا كيف بنا أن نصل للدرجات العلا مع سيد الشهداء «سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله» (السلسلة الصحيحة)

فلا يرى ولا يعقل ولا يتصور للكبار والعظماء غير الشهادة فهي اصطفاء واختيار واتخاذ وانتقاء ورزق وهبة وعطية ومنحة من الله تعالي لأوليائه الأبرار المخلصين: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:140].

فمن وسط الجراح تنبت الأزهار..

وينجلي الظلام وتشرق الأنوار..

وتعرف معادن الرجال ويسود الحق..

وترفع الرايات ونتطلع للسماء بالقبول والإحسان..

والعفو والغفران أن يتقبل الكريم ضعفنا وقلة بضاعتنا وهواننا على الناس..

فبين السماء والأرض دعوة مستجابة فقربوا المسافات وألحوا على الله بالدعوات واستعينوا على الغاصبين بدعوات السحر وسهام القدر

أتحدث عن جنازة الشهيد بإذن الله (عبده إسماعيل شرابي) شهيد بلطيم كفر الشيخ يوم الجمعة 12/12/2014م.

بقلم: ماهر إبراهيم جعوان

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,364

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً