العالم العربي مشكل الماء وظاهرة التصحر

منذ 2014-12-21

لا يمتلك الوطن العربي سوى حصة هزيلة جدا (% 0.5) من مجموع المياه المتجددة في العالم (المياه المرتبطة بالتساقطات التي تؤدي الجريان السطحي والباطني للمياه). ويتمركز الجزء الأكبر منها في بلدان النيل والهلال الخصيب.

مقدمة:
يعاني العالم العربي من مشكل الماء وظاهرة التصحر.
فما هي مظاهر وعوامل وأبعاد مشكل الماء في العالم العربي، وأساليب التخفيف من حدته؟ وما هي أشكال وعوامل ظاهرة التصحر في العالم العربي، وطرق مواجهتها؟
مشكل الماء في العالم العربي:
تتعدد مظاهر مشكل الماء في العالم العربي:
* ينتمي الوطن العربي إلى المناطق ذات الموارد المائية الضعيفة، وذات الخصاص المائي الموسمي أوالدائم.
* لا يمتلك الوطن العربي سوى حصة هزيلة جدا (% 0.5) من مجموع المياه المتجددة في العالم (المياه المرتبطة بالتساقطات التي تؤدي الجريان السطحي والباطني للمياه). ويتمركز الجزء الأكبر منها في بلدان النيل والهلال الخصيب.
* يقل نصيب الفرد من الماء في الوطن العربي عن 600 متر مكعب، مع تباين واضح بين البلدان العربية: أكثر من 1000 متر مكعب في العراق والسودان والمغرب، مقابل أقل من 164 متر مكعب في بلدان شبه الجزيرة العربية وليبيا.
* يواجه العالم العربي مشكل عدم مواكبة المياه المتاحة (المياه القابلة للتعبئة في السدود وللاستغلال) لحاجات السكان.
يرتبط مشكل الماء في العالم العربي بالعوامل الآتية:
- غلبة المناخ الصحراوي، وعدم انتظام التساقطات، وتوالي سنوات الجفاف في النطاق المتوسطي.
- ضعف الشبكة النهرية وحجم المياه الباطنية.
- عدم كفاية وسائل تخزين المياه مثل السدود.
- التزايد السكاني السريع، وتبذير المياه.
يتخذ مشكل الماء في العالم العربي أبعادا مختلفة:
* بعد اقتصادي: تعتبر الفلاحة القطاع الأكثر استهلاكا للماء، أما النسبة الباقية فتتوزع بين الاستعمالات المنزلية والصناعة.
* بعد ديمغرافي: بتزايد عدد السكان يقل نصيب الفرد من الماء، وبالتالي فالعالم العربي يتجه نحو الخصاص المائي الكبير.
* بعد سياسي: ويتمثل في الصراعات بين الدول حول المجاري المائية الرئيسية كالصراع بين إسرائيل والعرب حول حوض الأردن وهضبة الجولان، والصراع بين مصر والسودان حول نهر النيل، والصراع بين العراق وتركيا وسوريا حول نهري دجلة والفرات.
تبذل بعض المجهودات للتخفيف من حدة أزمة الماء:
* تهتم الدول العربية التي تتوفر على أنهار رئيسية بتشييد السدود. من أهم هذه الدول المغرب ومصر والعراق والسودان.
* يحتكر العالم العربي وخاصة دول الخليج العربي الجزء الأكبر من عمليات تحلية مياه البحر في العالم.
* أنجزت بعض الدول العربية مشاريع نموذجية من بينها ليبيا التي أقامت مشروع النهر الاصطناعي الذي استهدف نقل المياه الباطنية عبر أنابيب ضخمة من جنوب البلاد إلى شمالها.
ظاهرة التصحر في العالم العربي:
تعدد مظاهر التصحر في العالم العربي:
* يتخذ التصحر الأشكال الآتية:
- الترمل: زحف الكثبان الرملية على الواحات والأراضي الزراعية والمناطق السكنية بفعل هبوب الرياح.
- نضوب المياه: جفاف العيون والأنهار والآبار.
- الإقحال أو التجفيف: تصلب وتشقق التربة بفعل شدة الجفاف والحرارة.
- تملح التربة: ارتفاع نسبة ملوحة التربة.
- تراجع خصوبة التربة: فقدان التربة للمواد العضوية.
- تدهور الغطاء النباتي.
* تمثل الأراضي المتصحرة أكثر من ثلثي مساحة العالم العربي (% 68.4). في نفس الوقت تشكل الأراضي المهددة بالتصحر الخمس( % 20). وبالتالي فالأراضي الصالحة للزراعة لا تمثل سوى نسبة هزيلة (% 11.6).
يرجع التصحر إلى عوامل طبيعية وبشرية:
* عوامل طبيعية من بينها التقلبات المناخية، وتزايد حدة الجفاف، والتعرية الريحية والمائية.
* عوامل بشرية: من أبرزها اجتثاث الغطاء النباتي، والرعي الجائر، والحرث في اتجاه الانحدار الطبوغرافي، واستنزاف المياه الباطنية والسطحية، وتلويث التربة بالمبيدات والأسمدة.
تصنف تدابير مكافحة التصحر إلى الأنواع التالية:
* تدابير تقنية: منها عمليات التشجير، وتثبيث الرمال، والحرث حسب خطوط التسوية (الخطوط الوهمية الرابطة بين النقط المتساوية الارتفاع) والأخذ بالدورة الزراعية (تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل).
* تدابير اقتصادية: في طليعتها تكييف الأنشطة الاقتصادية مع خصائص البيئة الجافة.
* تدابير اجتماعية: من بينها محاربة الفقر، وتحسين المستوى المعيشي لسكان المناطق الجافة.
* تدابير قانونية من أهمها مصادقة الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر.
خاتمة:
رغم المجهودات المبذولة، لا يزال العالم العربي يواجه مشكل الماء وظاهرة التصحر.


المصطفى قصباوي

  • 25
  • 2
  • 13,859

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً