إحياء - (32) سنة السماح للأهل باللهو المباح يوم العيد: الإنشاد واللعب
العيد فرصة للترويح عن النفس والأهل بشيء من اللهو المباح؛ فالنفوس تمل وتحتاج إلى ما يخرجها من الرتابة..
ما أروع أن ينتهز المسلم فرصة العيد فيُرَوِّح عن نفسه وأهله بشيء من اللهو المباح؛ فإن النفوس تملُّ، وتحتاج إلى ما يُخرجها من الرتابة، وهذا الترويح من السُّنَّة النبوية؛ فقد روى البخاري ومسلم -واللفظ له- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى، تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسَجًّى بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، وَقَالَ: «».
وروى البخاري ومسلم كذلك عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «». فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا"
وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَالَ: «» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «». حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَالَ: «» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «» (بني أرفدة: قيل: هو لقب للحبشة. وقيل: هو اسم جنس لهم. وقيل: اسم جدهم الأكبر. انظر: ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، 1379هـ، 2/444).
إن هذا التلطُّف في معاملة الأهل -خاصة في يوم العيد- لمن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أروعها من سُنَّة!
ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: