البنات والبدانة .. حرب وهمية

منذ 2015-01-20

مشاكل البنات كثيرة ولكن مع هاجر وسارة وهالة للمشاكل طعم آخر مختلف، فالبدانة المفرطة هي السبب الرئيس والمباشر لحالة الإحباط التي يعشنها، والتي قد تصل بهن إلى حد اعتزال الناس والحياة بعدما فشلت كل طرق العلاج ومراحله المتعددة في تغيير الصورة إلى الأفضل.

مشاكل البنات كثيرة ولكن مع هاجر وسارة وهالة للمشاكل طعم آخر مختلف، فالبدانة المفرطة هي السبب الرئيس والمباشر لحالة الإحباط التي يعشنها، والتي قد تصل بهن إلى حد اعتزال الناس والحياة بعدما فشلت كل طرق العلاج ومراحله المتعددة في تغيير الصورة إلى الأفضل.

فهل حقاً تعوقهن السمنة عن التفاعل مع مفردات الحياة بصورة أفضل، وفي مقدمتها الدراسة؟ وماذا عن نظرة المجتمع المحيط بهن، هل تؤثر أثراً سلبياً في زيادة إحساسهن بالأزمة؟

جراحات التجميل إلى أي حد يمكن أن تسهم في حل تلك المعضلة؟ خاصة بعد كثرة الحوادث الناتجة عنها، هل ما زال البعض يراها حلاً حاسماً أم أنها باتت حلاً مستحيلاً خاصة وأن تكلفتها ربما ليست في متناول الجميع؟

التساؤلات كثيرة والسطور القادمة محاولة للاقتراب من هموم بنات كتبت عليهن البدانة.

 

* سارة الأكثر إحباطاً تؤكد أنها لا تذهب إلى الجامعة إلا نادراً بسبب نظرات الطالبات التي تشعرها بالخجل، فمن جانبها حاولت كثيراً اتباع نظام غذائي خاص على أيدي متخصصين لكنها كانت تفشل دائماً في الوصول إلى الصورة والحجم المطلوبين، خاصة أنها كانت ترفض وأهلها إجراء أية جراحات تجميلية من شفط للدهون أو ربط للمعدة أو غيرها من الجراحات التجميلية.

 

* هاجر هي الأخرى عانت كثيراً نظرات الجميع حولها، سواءٌ أكانت نظرات شفقة أم نظرات سخرية، بقصد أو بغير قصد، فهناك دائماً حالة من الحساسية في استقبال رد فعل مَن حولها، إضافة إلى أن السمنة المفرطة حالت كثيراً دون ممارستها للأنشطة الجامعية، باختصار منعتها من أن تعيش سنها، وهذا ما أشعرها بالتعاسة لحرمانها من جانب مهم في الحياة.

 

* هالة هي الأخرى محبطة وتشعر بالاكتئاب طَوال الوقت، خاصة عندما ترى مَن حولها يلبسن ما يبرز جمالهن في حين لا تخرج اختياراتها عن حدود معينة، وهذا يصيبها بحالة من الإحباط ومن ثَمَّ الاكتئاب.

نظرات الناس لا سيما الزميلات - كما تؤكد هالة وهاجر وسارة - مزعجة ومحرجة، بل مدمرة نفسياً، وهو مالا تدركه الكثيرات خاصة، والجميع بوجه عام، حينما يسخرون من بدانتنا التي هي خارجة عن إرادتنا ولا دخل لنا فيها؛ لأنها في أغلب الأحوال تكون مرَضية ومرتبطة بخلل في هرمونات الجسد، حتى لو كانت بسبب الإفراط في تناول الأكل- كما ترى هالة وتشاركها الرأي قريناتها- لا يجوز السخرية من أحد مهما كانت الأسباب.

 

هل للوراثة تأثير في زيادة الوزن؟

سؤال أجاب عنه د. أحمد عادل نور الدين- أستاذ جراحات التجميل بكلية الطب جامعة القاهرة- مؤكداً أن الكثير من التشوهات والتجمعات الدهنية الموضوعية تكون وراثية، بمعنى أن عدد الخلايا في هذه المناطق التي تعاني تشوهاً دهنياً واضحاً كبيرةٌ وكثيرةٌ، وهذا العدد لا دخل للجسم به إنما هو مرض وراثي، والأمثلة كثيرة على ذلك ومثبَتةٌ علمياً.

تقدم السن أحد العوامل الأخرى التي تساعد على حدوث السمنة، حيث يقوم الجسم تلقائياً بإعادة توزيع الدهون في الجسم لأن كمية كبيرة من العضلات يحدث لها ضمور وتستبدل الأنسجة العضلية بأخرى قادرة على التخزين، يحدث هذا في الوقت الذي تتلاشى وتتناقص فيه الأنسجة المرنة، وهذا ما يفقد الجلد مرونته وتظهر التجمعات الدهنية أسفله بوضوح.

وأخيراً يشير د0أحمد إلى العادات الغذائية السيئة التي تغفل أسلوب الغذاء المتوازن والمتنوع وهو ما يسهم في زيادة الوزن.

 

أحلام في الهواء:

عن جراحات التجميل وهل يمكن أن تحل مشكلة البدانة، يرى د. أحمد أن نسبةً كبيرةً من الحالات يمكن أن تخضع لتدخل جراحي، خاصة أن الرغبة في تجميل القوام تكون سريعة ولا تجدي معها الأنظمة الغذائية مهما بلغت قسوتها، كما يؤكد أيضاً أن هذه العمليات من الأفضل أن تُجرى بعد إنقاص الوزن بالحِمية (الريجيم) حيث تبقى مناطق محدودة من الجسم سمينةً أكثرَ من اللازم فيتدخل الجرَّاح بعمليات شفط الدهون.

أما البنات ألطف الكائنات، فلا يتحمَّسن الآن لمثل هذه العمليات، خاصة بعد المشاكل العديدة التي حدثت لبعضهن، إضافة إلى تكلفتها الباهظة، ثم إن حُقَنَ إذابة الدهون- أحدث المكتشفات العلمية في هذا الصدد- لا تلقى قبولاً لديهن أيضاً لأكثر من سبب- كما تؤكد سارة بحكم التجربة- فهي لا تصلح في كل المناطق بالجسم، و هي باهظة التكلفة، قد تصل الجلسة- التي لا يبدأ مفعولها في الظهور من الجلسات الأولى- إلى ألف جنيه تقريباً مقابل بضعة مليمترات قليلة، يضاف إلى ذلك احتياج الجسم إلى أكثر من جلسة يفصل بين الجلسة والأخرى 6 أسابيع مع اتباع نظام غذائي مواز، ومن ثم فلا جدوى منها أصلاًً لأنها نوعٌ من الوهم، ولأن المدة طويلة ولو حدث إنقاص في الوزن فهو مرتبط بالحمية (الريجيم) وليس بالحقن.

التعايش السلمي:

بقدر استياء البعض من بدانة أجسادهن، نجد آخرين لا يُلقون لها بالاً، وهو ما تؤكده سلمى- الطالبة بكلية التربية- فهي بحسب تعبيرها (متعايشة معها) لم تعد تزعجها ولا تلتفت إلى آراء مَن حولها، ثم إنها أقلعت عن ممارسة الحِمية (الريجيم) تماماً ونهائياً، لأنها لاحظت إصابتها بزيادة ملحوظة مع كل محاولة تقوم بها وهذا ما يصيبها بحالات اكتئاب تالية، ولذلك قررت إنقاص كمية الطعام التي تتناولها فقط، مع الحرص على إلغاء وجبة العشاء متى استطاعت، وتخفف من تناول الحلويات، وقد أثمر هذا النظام نتائج معقولة، صحيح ما تزال تحتفظ ببدانتها، لكنها لم تعد مضغوطة نفسياً.

جواهر هي الأخرى تنتمي إلى نادي البدينات المتعايشات مع أوضاعهن، تقول:أصبحت أتعامل بسهولة مع حالتي، وفرضتُ ذلك على كل من حولي بنشاطي وحيويتي، وقدرتي على التواؤم مع الحياة وأنشطتها.


هبة عبد المجيد

  • 0
  • 0
  • 1,553

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً