لماذا نهتم بأمر المسلمين؟

منذ 2015-05-06

فجعل المجتمع المسلم، مجتمع مترابط، جسدًا واحدًا، متكافل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم [2586]).

في هذا العالم الثائر الذي لا يعرف السكون.. الذي ينغلق فيه كل شخص على نفسه، ويهتم بأمر نفسه، ويعزز كل ما حولنا من حضارات زائلة على هذا الأمر، جاء الإسلام بمفهوم يجعل إحساس المسلم يتنامى اتجاه كل مسلم يدين بـ "لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، أنه أخ له.. فالأخوة الحقيقة ليست أخوة الدم أو تراب الحدود.. ولكن أخوة العقيدة والدين.

«المسلم أخو المسلم» (صحيح المسلم [2564]).. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتكون كدستور لنا، ولتغير طريقة نظرنا لكل من دخل في هذا الدين.

وشبه الرسول صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم الذي يتحقق فيه هذا المعنى كأنهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابع» (متفق عليه).

فجعل المجتمع المسلم، مجتمع مترابط، جسدًا واحدًا، متكافل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم [2586]).

ولهذه الأخوة حقوق، منها:

- التناصح:

{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلصَّبْرِ} [العصر:3]، فقد أمرنا أننا ننصح لأخواننا.. ولا نتركهم على منكر، ولا في موضع يحتاج فيها لنصية إلا نصحناه، فتحب له ما تحبه لنفسك، فكما تحب لنفسك الجنة، شد على يده ولا تتركه، وهذا لكل المسلمين بكل طوائفهم لعامتهم وحكامهم «ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ، قالوا: "لِمَن يا رسولَ اللهِ ؟"، قال:"للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلِمينَ وعامَّتِهم» (صحيح ابن حبان [4575]).

- التكافل:

لأنه مجتمع واحد، فكل من يستيطع أن يزيل عن أخيه مذلة السؤال، لا يتركه، فلا يبيت مسلم وجاره جائع، وجعل من صور هذا التكافل الكثير، منها ما هي فرض على كل مسلم وهي الزكاة بمصارفها المحددة، ومنها الصدقة، ورغب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك في حديثه: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (صحيح ابن حبان[533]).

- النصرة وعدم الخذلان:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» (رواه أحمد وأبو داود وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع حديث رقم [5690]).

وفيما يحدث حولنا من انتهاكات مستمرة للمسلمين في قلب دار الإسلام أو في غيرها، وجب علينا نصرة أخواتنا بكل الطرق والسبل الممكنة لنا وهي طرق لا حصر لها، فإن منعنا الجهاد معهم لا تخذلهم.. وليسعك ما استطعت فعله:

1. جهاد الكلمة والعلم: فلا تترك قضية تهم المسلمين، إلا تكلمت فيها وعرفت بمن حولك عنها، عرف عن إخوانك.. فهناك من لا يعرف حتى بوجودهم!

2. جهاد المال: أبحث حولك عن أي هيئة إغاثية -وما أكثرها في بلادنا- وجاهد بمالك وحث غيرك على ذلك، وتذكر هو جهاد وليس تبرع من نفل مالك! {ٱنفِرُوا۟ خِفَافًۭا وَثِقَالًۭا وَجَـٰهِدُوا۟ بِأَمْوَ‌ ٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ ذَ‌ ٰلِكُمْ خَيْرٌۭ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].

3. جهاد الدعاء: الدعاء هو سهام الليل، وسهام الليل لا تخطئ! فلا تنسى الدعاء ولا تستهين به ابدًا.

4. جهاد القلوب: كن عونًا لإخوانك بتغيير نفسك، فلا تكن أنت سببًا في مزيد من تأخر النصر، {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد من الآية:11].   

سارة خليفة

طبيبة مصرية، تخرجت في كلية الطب جامعة القاهرة، وتعمل في أسرة التحرير بموقع طريق الإسلام.

  • 1
  • 0
  • 6,922

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً