(8) إخباره صلى الله عليه وسلم عن جماعة أنهم من أهل الجنة فما نقل عنهم أنهم غيروا أو بدلوا
دلائل النبوة (8) إخباره صلى الله عليه وسلم عن جماعة أنهم من أهل الجنة فما نقل عنهم أنهم غيروا أو بدلوا
- التصنيفات: السيرة النبوية -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله، وهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنه قال: كذا وكذا فقال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: « » (البخاري، الفتح [6/717] رقم: [3613]، كتاب المناقب؛ علامات النبوة في الإسلام).
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنه توضأ في بيته، ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا. قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج ووجه ههنا، فخرجت على أثره أسأل عنه حَتَّى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب وبابها من جريد، حَتَّى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فتوضأ فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب فقلت: أكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال: «عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن. فقال: « ». فجئت فقلت: ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَنَّة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست. فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء إنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: « »، فجئت فقلت له: ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَنَّة على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر. قال شرك بن عبد الله قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم. (البخاري، الفتح [7/25] رقم: [3674]، كتاب المناقب؛ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: « »).
». فأقبلت حَتَّى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجَنَّة. فدخل أبوبكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه، ثم رجعت وجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال:وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صحيح مسلم [4/908] رقم الحديث: [2455 -2457]، كتاب فضائل الصحابة؛ باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال).
» (عن أبي بريدة قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالًا، فقال: «
». فقال بلال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها ورأيت أن لله علي ركعتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».إلى أن قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، ومعنى هذا الحديث أني دخلت الجَنَّة البارحة يعني رأيت في المنام كأني دخلت الجَنَّة هكذا روي في بعض الأحاديث" (الترمذي [5/579] رقم: [3689]، كتاب المناقب عن رسول الله، باب مناقب عمر ابن الخطاب).
ويروى عن ابن عباس أنه قال: "رؤيا الأنبياء وحي.." هـ.
عن قتادة حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال: «
» (البخاري [7/26] رقم: [3675]، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: « »).وعن ابن عبد الرحمن أن عثمان رضي الله عنه حيث حوصر أشرف عليهم وقال: أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
»، فحفرتها. ألستم تعلمون أنه قال: « »، فجهزتُهُ. قال: فصدقوه بما قال (البخاري، الفتح [5/477] رقم: [2778]، كتاب الوصايا باب إذا وقف أرضًا أو بئر واشترط لنفسه...).وعن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجَنَّة إلا لعبد الله بن سلام. (البخاري، الفتح [7/160] رقم: [3812]، كتاب المناقب باب مناقب عبد الله بن سلام).
قال: وفيه نزلت هذه الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ} [الأحقاف من الآية:10] (البخاري [7/160] رقم: [3812]، كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام).
عن قيس بن عبادة قال: كنت جالسًا في مسجد المدينة، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج وتبعته، فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة. قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لما ذاك. رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة، ذكر من سمعتها، وخضرتها، وسطها عمود من حديث أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة فقيل له: ارقه. قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاه، فأخذت في العروة فقيل لي: استمسك. فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها في النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « » وذلك الرجل عبد الله بن سلام (البخاري، الفتح [7/161] رقم: [3813]، كتاب المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام).
وعن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليًا، فقام سعد بن زيد فقال: أشهد على رسول صلى الله عليه وسلم أني سمعته وهو يقول: «
». قال: فقالوا: من هو؟ قال: « » (سنن الترمذي [5/605] رقم: [3747]، كتاب مناقب الرسول صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف الزهري).عبد الرحمن بن الأخنس مستور الحال، لكنه قد تابعه رباح بن الحارث، وهو مستور الحال. فالحديث حسن، بل قد رواه جماعة عن سعيد بن زيد، كما ذكره الحافظ الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن ظالم.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
» (الترمذي [5/614] رقم: [3768]، كتاب المناقب عن الرسول، مناقب الحسن والحسين).ومن دلائل النبوة: خاتم النبوة:
وعن الجعد قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زِرِّ الحَجَلَةِ (البخاري [1/355] رقم: [190]، كتاب الوضوء، باب حدثنا عبد الرحمن بن يونس... قال سمعت السائب بن يزيد يقول.. وذكر الحديث).
وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهاد والسير، باب من تكلم بالفارسية والرطانة).
». قال عبد الله: وهي بالحبشية: حسنة. قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». قال عبد الله: فبقِيَتْ حتى ذكر (البخاري، الفتح [6/212] رقم: [3071]، كتابومن دلائل النبوة: انشقاق القمر:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انشَقَّ القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم شِقَّينِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
» (أخرجه البخاري [6/730] رقم: [3636]، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر).في عصمة الله له وقول الله عز وجل: {وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة من الآية:67]:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَحَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق، يُقَالُ له لَبِيد بن الأعصم، حَتَّى كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّلُ إليه أنه يفعلُ الشيءَ وما فعله، حَتَّى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال: « »، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: « ». قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: « »، فأمَر بها فدُفِنَتْ (البخاري [10/232] رقم: [5763]، كتاب الطب، باب السحر. يُقال: المُشاطة: ما يخرج من الشَّعرِ إذا مُشِّطَ، والمُشاطة من مُشاطةِ الكتابِ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يُعفِّرُ محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنَّ على رقبته، أو لأُعفِّرنَّ وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته. قال: فما فَجَئَهم منه إلا وهو ينكُصُ على عقبيه، ويتَّقي بيديه. قال: فقيل له: مالك؟ قال: إنَّ بيني وبينه لَخندقًا من نارٍ وهولًا وأجنحةً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القيامة والجنة والنار، باب إن الإنسان ليطغى أن رأه استغنى).
» (صحيح مسلم [4/2154] رقم: [2797]، كتاب صفةومن دلائل النبوة: حنين الجذع:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: « ». فجعلوا له منبرًا. فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضَمَّهَا إليه، تَئِنُّ أنينَ الصبيِّ الذي يُسَكَّنُ. قال: « » (البخاري، الفتح [6/697] رقم: [3584]، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام).
في رميه صلى الله عليه وسلم بكف من حصى في وجوه الكفار:
عن عباس قال: شهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ حنينٍ. فلزمتُ أنا وأبو سفيانَ بنَ الحارثِ بنَ عبدِالمطلبِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فلم نُفارقْه. ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على بغلةٍ لهُ، بيضاءَ. أهداها لهُ فروةُ بنُ نفاثةَ الجذاميُّ. فلما التقى المسلمونَ والكفارُ، ولَّى المسلمون مدبرينَ. فطفق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يركضُ على بغلتِه قِبَلَ الكفارِ. قال عباسٌ: وأنا آخذٌ بلجامِ بغلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. أكُفُّها إرادةَ أن لا تسرعَ. وأبو سفيانُ آخذٌ بركابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «الدعوةُ على بني الحارثِ بنِ الخزرجِ. فقالوا: يا بني الحارثِ بنِ الخزرجِ! يا بني الحارثِ بنِ الخزرجِ! فنظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو على بغلتِه، كالمتطاولِ عليها، إلى قتالهم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « ». قال: ثم أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حصياتٍ فرمى بهن وجوهَ الكفارِ. ثم قال: « » قال: فذهبتُ أنظرُ فإذا القتالُ على هيئتِه فيما أرى. قال: فواللهِ! ما هو إلا أن رماهم بحصياتِه. فما زلتُ أرى حدهم كليلًا وأمرهم مدبرًا. (صحيح مسلم [3/1398] رقم: [1775]، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين).
». فقال عباسٌ « »، فقلتُ بأعلى صوتي: أين أصحابُ السَّمُرةِ ؟ قال: فواللهِ لكأنَّ عطفتهم، حين سمعوا صوتي، عطفةَ البقرِ على أولادها. فقالوا: يا لبيكَ! يا لبيكَ! قال: فاقتتلوا والكفارُ. والدعوةُ في الأنصارِ. يقولون: يا معشرَ الأنصارِ! يا معشرَ الأنصارِ! قال: ثم قصرتِوعن إياس بن سلمة حدثني أبي قال: غزونا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حنينًا. فلما واجهنا العدوَّ تقدمتُ. فأعلو ثنيةً. فاستقبلني رجلٌ من العدوِّ. فأُميهِ بسهمٍ. فتوارى عني. فلما دريتُ ما صنع. ونظرتُ إلى القومِ فإذا هم قد طلعوا من ثنيةٍ أخرى. فالتقوا هم وصحابةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فولَّى صحابةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. وأرجعَ منهزمًا. وعلى بردتانِ. متَّزرًا بإحداهما. مرتديًا بالأخرى. فاستُطلقَ إزاري. فجمعتهما جميعًا. ومررتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منهزمًا. وهو على بغلتِه الشهباءَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «
»، فلما غشوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نزل عن البغلةِ، ثم قبض قبضةً من ترابٍ من الأرضِ. ثم استقبل بهِ وجوههم، فقال: « ». فما خلَّف اللهُ منهم إنسانًا إلا ملأَ عينيهِ ترابًا، بتلك القبضةِ، فولَّوْا مدبرين. فهزمهم اللهُ عزَّ وجلَّ. وقسم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غنائمهم بين المسلمينَ (صحيح مسلم [3/1402] رقم: [1777]، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين).