أبواب الملوك

منذ 2015-02-02

أبواب الملوك مؤصدة دونها الحراس، والمغاليق يحفها الخوف، وشعارها المنع، يوارون غناهم لمن طلب ما في أيديهم.

سبحان الله!

فرق شاسع بين من يطرق أبواب الملوك يلتمس ما عندهم من لعاعة الدنيا، وبين من يطرق باب ملك الملوك، يلتمس ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.

أبواب الملوك مؤصدة دونها الحراس، والمغاليق يحفها الخوف، وشعارها المنع، يوارون غناهم لمن طلب ما في أيديهم.

أما باب الملك فمفتوح في كل وقت، يطلب منك أن تدعوه، ويعدك باستجابة الدعاء، وفي النهاية لن ينال العبد من الدنيا إلا ما قدره الملك سبحانه.

قال وهب بن منبهٍ لعطاءٍ الخراساني: "ويحك يا عطاء! ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا، ويحك يا عطاء! تأتي من يغلق عنك بابه، ويظهر لك فقره، ويواري عنك غناه! وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه، ويقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، يا عطاء أترضى بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولا ترضى بالدون من الحكمة مع الدنيا؟! ويحك يا عطاء! إن كان يغنيك ما يكفيك، وإنَّ أدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيءٌ يكفيك، ويحك يا عطاء! إنما بطنك بحرٌ من البحور، ووادٍ من الأودية، ولا يملؤه شيءٌ إلا التراب".

(القناعة والتعفف؛ لابن أبي الدنيا:67-68).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,718

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً