العجز عن ستر النفس!

منذ 2015-02-12

إذاعة السِّر من قلة الصبر، وضيق الصدر، وتوصف به ضعفة الرجال والصبيان والنساء

الستر نعمة من نعم الله تعالى، ومن أكبر العيوب أن ينزع العبد بيده ستر الله عليه، ومن ضعف النفس أن يعجزالإنسان عن كتمان ما لو ذاع لعاد ضرره على نفسه، ثم على مجتمعه من أجل شهوة الكلام والثرثرة لا أكثر.
وإفشاء السر يدل على نقص في العقل، وجهل في العلم، وخلل في الطبع.

قال الراغب الأصفهاني: "إذاعة السِّر من قلة الصبر، وضيق الصدر، وتوصف به ضعفة الرجال والصبيان والنساء".

(الذريعة إلى مكارم الشريعة).

قال أبو حاتم: "من أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها، ومن لم يكتم السِّر استحقَّ الندم، ومن استحق الندم صار ناقص العقل، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل، فتحصين السِّرِّ للعاقل أولى به من التلهُّف بالندم بعد خروجه منه".

وقال: "من حصَّن بالكتمان سرَّه تمَّ له تدبيره، وكان له الظفر بما يريد، والسلامة من العيب والضرر، وإن أخطأه التمكن والظفر والحازم يجعل سره في وعاء، ويكتمه عن كل مستودع، فإن اضطره الأمر وغلبه، أودعه العاقل الناصح له؛ لأنَّ السِّر أمانة، وإفشاؤه خيانة، والقلب له وعاؤه، فمن الأوعية ما يضيق بما يودع، ومنها ما يتسع لما استودع".

- وقال أيضًا: "الإفراط في الاسترسال بالأسرار عجز، وما كتمه المرء من عدوه فلا يجب أن يظهره لصديقه، وكفى لذوي الألباب عبرًا ما جربوا، ومن استودع حديثًا فليستر، ولا يكن مهتاكًا، ولا مشياعًا؛ لأن السِّر إنَّما سمِّي سرًّا؛ لأنَّه لا يفشى، فيجب على العاقل أن يكون صدره أوسع لسرِّه من صدر غيره، بأن لا يفشيه".

(روضة العقلاء).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,565

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً