دفاعاً عن الصحابة

منذ 2015-02-16

دعْ عنكَ لوميَ يا حسودُ وأبعدِ *** فأنا على نهجِ النَّبيّ محمَّدِ.

دعْ عنكَ لوميَ يا حسودُ وأبعدِ *** فأنا على نهجِ النَّبيّ محمَّدِ

قضّيتُ في علمِ الرسولِ شبيبتي *** ونهلتُ بالتوحيدِ أعذبَ مَوردِ

تابعتُ أصحابَ الحديثِ كأحمدٍ *** وكمالكٍ ومسدَّدِ بنِ مُسَرْهَدِ

وبَرِئتُ من أهلِ الضلالِ وحِزْبِهم *** أو رأيِ زنديقٍ وآخرَ مُلْحدِ

ونبذتُ رأيَ الجَهْمِ نبذَ مُسافرٍ *** لِحذائهِ والجعدِ عصبةَ مَعْبَدِ

لا للخوارجِ لستُ من أتباعِهم *** هلْ أرتضي نهجَ الغويِّ المُفسدِ

والمرجئون نفضْتُ كفيَ منهمو *** والصقرُ لا يأوي لبيتِ الهُدْهدِ

والسّبَّ أخلعُهُ وأخلعُ أهلَه *** همْ أغضبوا بالسبِّ كلَّ موحِّدِ

كُتبُ ابن تيميةٍ حسوْتُ علومَها *** ونسختُها في القلبِ فِعْل الأمجدِ

ومع المجدِّدِ قدْ ركبتُ مطيَّتي *** من نجدَ أشرقَ مثلَ نُورِ الفَرْقدِ

لا تسمعنَّ لحاسدي في قولِه *** واللهِ ما صَدَقوا أيَصدُقُ حُسَّدي؟

واللهِ لو كرِهتْ يدي أسلافَنا *** لقطعتُها ولقُلتُ سُحقاً يا يدي

أو أن قلبي لا يُحبُّ محمداً *** أحرقتُهُ بالنَّار لم أتردّدِ

فأنا معَ الأسلافِ أقفو نهجهم *** وعلى الكِتاب عَقِيدتي وتَعبُّدي

فعلى الرسولِ وآلِه وصِحابه *** منّي السلام بكلِّ حُبٍّ مسْعدِ

هم صفوة الأقوام فاعرف قدرهم *** وعلى هداهم يا موفق فاهتدِ

واحفظْ وصيةَ أحمدٍ في صَحْبه *** واقطعْ لأجْلِهمُو لسانَ المُفْسدِ

عِرضي لعِرضهمُ الفداءُ وإنَّهم *** أزكى وأطْهرُ منْ غَمامٍ أبردِ

فالله زكّاهمْ وشرّفَ قدْرَهمْ *** وأحلّهمْ بالدِّينِ أعلى مقْعَدِ

شهِدوا نزولَ الوحيِ بلْ كانوا لهُ *** نِعْمَ الحُماةُ منَ البَغيضِ المُلْحدِ

بذلوا النفوسَ وأرْخصوا أموالَهم *** في نُصرةِ الإسلامِ دون تردُّدِ

ما سبهم إلا حقيرٌ تافهٌ *** نذْلٌ يشوِّهُهم بحقدٍ أسْودِ

لَغبارُ أقدامِ الصحابةِ في الرَّدى *** أغْلى وأعْلى من جبينِ الأبْعَدِ

ما نالَ أصحابَ الرسولِ سوى امرئٍ  *** تمّت خسارته لسوءِ المَقْصِدِ

همْ كالعُيونِ ومسُّها إتلافها *** إيَّاك أن تُدمي العيونَ بمرْودِ

مَنْ غيرُهم شهِد المَشاهِدَ كلَّها؟ *** بلْ مَنْ يُشابِههم بحُسنِ تعبُّدِ

ويلٌ لمنْ كانَ الصحابةُ خَصمه *** والحاكمُ الجبارُ يومَ المَوعِدِ

كلُّ الصحابةِ عادلونَ وليسَ في *** أعراضِهم ثَلبٌ لكلِّ مُعرْبدِ

أنَسيتَ؟ قدْ رضيَ الإلهُ عليهمو *** في توبةٍ وعلى الشهادةِ فاشْهدِ

فإذا سمعتَ بأنَّ مخذولاً غدا *** في ثلبهم فاقطعْ نِياطَ المُعتدي

حبُّ الصحابةِ واجبٌ في دينِنا *** همْ خيرُ قرنٍ في الزّمانِ الأحمَدِ

ونَكفُّ عن أخطائِهم ونعدُّها *** أجراً لمجتهدٍ أتى في المُسندِ

ونَصونُهم منْ حاقدٍ ونَحوطُهم *** بثنائِنا في كلِّ جمعٍ أحشدِ

قدْ جاءَ في نَصِّ الحديثِ مُصحَّحاً *** اللهَ في صَحبي وصيةَ أحمدِ

فبِحبِّهم حبُّ الرسولِ محققٌ *** فاحذرْ تَنَقُّصَهم وعنْهُ فأبْعدِ

همْ أعمقُ الأقوامِ علماً نافعاً *** وأقلُّهمْ في كُلْفةٍ وتَشَدُّدِ

وأبرُّهمْ سعْياً وأعظمُهم هُدىً *** وأجلُّهمْ قدْراً بأمسٍ أو غدِ

وأسدُّهم رأياً وأفضلُهم تُقىً *** طولَ المَدى منْ مُنْتهٍ أو مُبتدِ

قولُ ابنِ مسعودِ الصحابيّ ثابتٌ *** في فضلِهم وإذا رَويت فأسْنِدِ

وعلامةُ السُّنّي كثرةُ ذكْرهمْ *** بالفضلِ إنّ الفضلَ تاجُ مُسوَّد

ثمَّ الدعاءُ لهم وبثُّ علومِهم *** وسلوكُ منهجِهم برغْم الحُسدِ

وبراءةٌ من مُبغضيهم دائماً *** والكرهُ للضُلاّل والرأيِ الرّديِ

ووجوبُ نُصرتِهم على أعدائِهم *** من حاسدٍ خاوي الضمير مفنِّدِ

يا لائمي في حُبِّ صحبِ محمدٍ *** تبّتْ يداكَ وخِبتَ يومَ المَوْعِدِ

نحنُ الفِداءُ لهمْ وليتَ فداؤُنا *** أعداءَهم خيرَ البرية نفتدي

طهّرْ لسانَك من تنقُّصهم ولا *** تسمعْ لنذْلٍ للغُواةِ مقلدِ

واذهبْ مع الأسلافِ في توقيرِهم *** لصحابةٍ والزمْ هُداهم تسعدِ

واركبْ سفينةَ نوحَ تنجُ من الردى *** فالسُّنّةُ الغرَّاءُ حصنُ موحدِ

هوَ مذهبُ الأخيارِ كابنِ مسيبٍ *** وكمالكٍ والشافعيِّ وأحمدِ

ولابنِ تيميةٍ كلامٌ صادقٌ *** في سِفره المنهاجِ في حربِ الردي

من سبَّهم فالفيءُ عنهُ محرَّمٌ *** بلْ ليسَ من أتباعِهم هوَ معتدِ

واقرأ كلاماً في الإصابةِ رائعاً *** وكذا ابنُ عبدِ البَرِّ إذْ يَشفي الصّدي

أنصتْ إلى الذهبيِّ في أخبارِه *** عن فضلِهم وكذا المُحبِّ وأوردِ

لابنِ الكثيرِ فإنه ذو سُنّة *** وعليهِ من نورٍ كلامُ مسدّدِ

في لمعةٍ والواسطيةُ نهجُنا *** فعلى قواعدِها بنانَك فاعقدِ

رتبْ منازلَهم على ما جاءَ في *** تفضيلِهم واحذرْ كلامَ مردِّدِ

فالراشدونَ أجلُّهم قدْراً على *** ترتيبِهم بخلافةٍ وتسيُّدِ

ومبشّرونَ بجنةٍ فضّلْهمو *** وكمنْ أتى بدرًا بحُسْنِ المَشْهدِ

ولِبيعةُ الرِّضْوانِ فضلٌ زائد *** ولأهلِ بيتِ المصطفى خيرُ الندي

يا ربِّ أنقذْ صحبه من ظالمٍ *** من يُنجدِ المظلومَ إنْ لم تُنجدِ

فاللهُ يجمعُنا بهمْ في جنَّةٍ *** في مَقعدٍ عندَ المليكِ مخلَّدِ

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 10
  • 2
  • 6,159

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً