7 دروس في وفاة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس

منذ 2015-02-18

فمن الناس من يموت مرابيا غير تائب، ومنهم من يموت زانيا، ومنهم من يموت ظالما طاغوتا، ومنهم من يموت شريدا طريدا، ومنهم من يموت مصليا، ومنهم من يموت صائما كالشهيد أحمد ياسين رحمه الله تعالى فجر يوم الإثنين.

الدرس الأول : 

إن الموت حق وكل إنسان سيموت : 
فالقبر دار وكل الناس ساكنه والموت كأس وكل الناس تشربه 
لكن السؤال كيف ستموت ؟ 
فمن الناس من يموت مرابيا غير تائب، ومنهم من يموت زانيا، ومنهم من يموت ظالما طاغوتا، ومنهم من يموت شريدا طريدا، ومنهم من يموت مصليا، ومنهم من يموت صائما كالشهيد أحمد ياسين رحمه الله تعالى فجر يوم الإثنين. 

الدرس الثاني : 
إن أحبك الله تعالى رزقك حسن الخاتمة ، فأي نعمة أكبر من أن يختم لك بخاتمة حسنة ، إنها الشهادة كما قال صلى الله عليه وسلم : " ما تعدون الشهيد فيكم ؟ 
قالوا : من مات في القتال . 
قال : " شهداء أمتي إذا قليل ثم قال صلى الله عليه وسلم : " الحريق شهيد ، والغريق شهيد ، والهدم شهيد والمبطون شهيد ، والنفساء يقتلها ابنها فهي 
شهيدة " ، إننا نسأل الله أن تكون الشهادة قد كتبت له من وجهتين : 
الأول : أنه مات حريقا . 
الثاني : أنه مات مرابطا في سبيل الله فلم يهرب بل بقى صابرا محتسبا . 
كما قال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال عصابة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . 
قالوا : أين هم يا رسول الله ؟ 
قال : " في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس " . 

الدرس الثالث : 
إن المحبة الحقة هي المجردة من أي مصالح دنيوية فمحبة الناس كلهم للشيخ دليل على محبة الله له فيخرج في جنازته 200.000 من غزة ويرتج العالم ، وتعلو الصيحات والهتافات في مصر والسودان واليمن والكويت والبحرين ويستنكر مجلس الأمن وتستنكر اوربا وتقيم فلسطين الحداد وتنكس الأعلام لرجل لا يحمل صفة رسمية فلا هو أمير ولا وزير ولا ممثل ولا مطرب إنه من أحبه الناس لتضحياته . 
ويذكرني الحشد حول جنازته بالحشد الذي خرج لتشييع جنازة الشيخ ابن باز العثيمين رحمهما الله تعالى فقد كان موكبا مهولا دليل على صدق المحبة . 
ويذكر أهل السير أن ابن المبارك دخل بغداد فازدحم عليه الناس حتى ضجت الطرق فقالت أم الخليفة : من هذا يا بني ؟ 
فقال : عالم من خراسان يقال له ابن المبارك . 
فقالت : هذا الملك يا بني وليس ما تجمع عليه الناس بالحرس والجنود . 
إن هذه المحبة الحقيقية تذكر بالمحبة الزائفة التي يجتمع لها ألوف من الناس على قصور الوزراء وأبواب الأمراء حتى إذا تقاعدوا أو أقيلوا لا تجد عند الأبواب إلا الخدم والرعاع وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : 
" إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " . 

الدرس الرابع : 
العداوة قائمة مأصلة بيننا وبين اليهود مهما وقعت من معاهدات واتفاقات وقدمت من مشاريع وألغيت آيات اليهود والجهاد وجند علماء السوء لتبرير المعاهدات وخرج علينا عبد العزيز الهده رئيس جمعية إحياء التراث فرع الجهراء وبارك الصلح مع اليهود وبرر العلاقة معهم كما في مقابلته في جريدة السياسة ، أو برر ذلك الشيخ عبد المحسن العبيكان في مخيم إحياء التراث الإسلامي الربيعي 18 مهما حاولوا تأصيل ولي عدائنا مع اليهود فسيبقى عداؤهم قائم كما قال صلى الله عليه وسلم : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " . 
وها هم لم يعترفوا بالقانون الدولي الذي وضعوه ، فقتلوا مدنيا دون محاكمة وهو مقعد وبآلة عسكرية وهي طائرة وبصاروخ موجه و هو كبير في السن . 
أضف لذلك هدم البيوت اليومي ليفترش أهلها الأرض وليلتحفوا السماء وما يزال أمثال عبد العزيز الهده يبارك الصلح مع اليهود " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا "، ولو أعلم له وزنا علميا لرددت عليه ولكن حسبه قوله تعالى " ولا تكن للخائنين خصيما "الآية السابقة . 

الدرس الخامس : 
مدى الضعف الذي وصلت له أمتنا حينما ترى بعينها ما يفعله اليهود في المسلمين ثم تقف عاجزة عن تحويل الكلام إلى أفعال فلا أكثر ولا أكبر من الإستنكار وأما المقاطعة وإلغاء المعاهدات فلا ، إن أقل ما يمكن أن يقدم لإخواننا في فلسطين هو الدعاء والدعم المادي والمعنوي والتعاطف والنصرة لا التخذيل وخدمة العدو . 

الدرس السادس : 
إن تحريك الأمة والعطاء لا يحتاج إلى شهادات عليا ولا إلى أموال ولا إلى خطابات جماهيرية ، إنها المصداقية والنهوض في هذه الأمة من الفناء إلى البقاء ومن البقاء إلى النماء والإرتقاء والعطاء ، لذا اغتيل لأنه فاعل أما الميت فإنه لا يحتاج إلى اغتيال فهو ميت محطم عنصر هدم وهو في حاشيته وحرسه . 

الدرس السابع : 
الأثر الكبير للمنافقين في هذه الأمة فما كان اليهود ليغتالوا الشيخ أحمد ياسين ولا إسماعيل أبو شنب ولا موسى عياش ولا إبراهيم المقادمة ولا سعدي العرابيد ولا محمود أبو الهنود ولا عبد الله القواسمه ولا صلاح شحاده إلا بوجود أدلاء ومنافقين يصفون وبدقة حركة الشباب وتنقلاتهم ويكتبوا التقارير، ولذا قال تعالى " وفيكم سماعون لهم " وقال : " ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة " ، أي ثمة يد ممدودة من الناس لهم ، لذا جعل الله جهاد المنافقين كجهاد الكفار فقال : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " ويلحق بالمنافقين المخذلين عن الجهاد والعمليات الجهادية والإستشهادية والمثبطين وأهل الباطل ولكن : مهما تطاول ذو بغي بقدرته فقدرة الله تأتيه فينقصم.

طارق بن محمد الطواري

أستاذ بقسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف والمأذون الشرعي بوزارة العدل وعضو الرابطة العربية للإنترنت وعضو مبَرة السلام الخيرية

  • 0
  • 0
  • 2,790

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً