طريقك لتحقيق هدفك

منذ 2015-03-03

إن بلوغ الغايات بعد علمك بها وبمشاق طرقها، وبضرورة صبرك على عثراتها لن يتحقق إن لم تبدأ باتخاذ أولى خطواتك، وتحركك وسعيك نحوها؛ لأنه لا جني للثمار دون حرث لأرضها وتهيئتها ثم زراعة بذورها، ولا يأتيك رزقك إن لم تخرج لطلبه وكسبه مستعينًا بالله ومتوكلاً عليه، ولا فوز بجنته دون تقوى وعمل صالح.

إن الركائز الأساسية في طريقك لتحقيق هدفك يمكن إجمالها في أن يتسم هدفك بالوضوح، وأن تخطط جيدًا لطريقة وصولك إليه، وينبغي أيضًا أن تكون محبًا لهذا الهدف، وإلا فإنك لن تجد الحافز الذي يلهب مشاعرك سعيًا لتحقيقه واغتنامه، ولا يخلو طريق من العثرات والكبوات والمثبطات، ولكن عليك أن تتحلى بالصبر والمثابره حيث أن طرق العظماء لم تكن أبدًا ممهدة، إنما عليك أن تبذل من جهدك وتتعب قليلاً لتجني ثمار عملك.

وإن بلوغ الغايات بعد علمك بها وبمشاق طرقها، وبضرورة صبرك على عثراتها لن يتحقق إن لم تبدأ باتخاذ أولى خطواتك، وتحركك وسعيك نحوها؛ لأنه لا جني للثمار دون حرث لأرضها وتهيئتها ثم زراعة بذورها، ولا يأتيك رزقك إن لم تخرج لطلبه وكسبه مستعينًا بالله ومتوكلاً عليه، ولا فوز بجنته دون تقوى وعمل صالح.

اعزم وكد فإن مضيت فلا تقف *** واصبر وثابر فالنجاح محقق
ليس الموفق من تواتيه المنى *** ولكن من رزق الثبات موفق
(جبران خليل جبران)


وإن كان هذا خلاصة ما تعلمته وقرأت عنه في طرق تحقيق الأهداف لكثير من العلماء والمؤلفين من أهل الشرق والغرب فإن تراثنا الإسلامي غني بمثل ذلك..

وخير منه في سبل بلوغ أهدافنا وتحقيق مرادنا، فهذا ما قاله العالم الجليل (ابن قيم الجوزية رحمه الله): "ومعلوم أن كمال العبد هو بأن يكون عارفًا للنعيم الذي يطلبه والعمل الذي يوصل إليه، وأن يكون مع ذلك فيه إراده جازمة لذلك العمل، ومحبة صادقة لذلك النعيم، وإلا فالعلم بالمطلوب وطريقه لا يحصله إن لم يقترن بذلك العمل..

والإرادة الجازمة لا توجب وجود المراد إلا إذا لازمها الصبر، فصارت سعاده العبد وكمال لذته ونعيمه موقوفًا على هذه المقامات الخمسه: علمه بالنعيم المطلوب، ومحبته له، وعلمه بالطريق الموصل إليه، وعمله به، والصبر علي ذلك" (انتهى، من كتاب حكمة الابتلاء، مأخوذًا عن كتابه إغاثه اللهفان من مصايد الشيطان).

ومما فهمته أن ما يقصد الشيخ رحمه الله هو الهدف الأسمى والأعظم، وهو نعيم الله وجنته سبحانه وتعالى، فإننا أيضًا إن حسنت نيتنا في أعمالنا وأهدافنا في دنيانا، وجعلنا منها عمل نريد به وجه الله تعالي وحده فإن هذه النصيحه كافيه لأن تكون منهجًا لنا في بلوغ أهدافنا..

والله أسأل أن يجعل عملنا كله صالحًا، وان يجعله لوجه خالصًا، وألا يجعل لأحد فيه شيئًا.

 

محمد بدوي

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 12
  • 0
  • 5,687

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً