مشروع برنارد لويس لتقسيم مصر؛ (1 من 3)

منذ 2015-03-07

إعلان رسمي عن تأسيس نواة الدولة المسيحية في الصحراء الغربية وفاتيكان سيناء. وزير الإسكان يعلن البدء بتنفيذ المحافظات الثلاشث المطلوبة لتأسيس الدويلتين المسيحيتين.

وسط الصراع السياسي الدائر وانشغال المصريين بمستقبل البلاد في ظل الانهيار الاقتصادي، والاشتباك السياسي، والحروب المفتعلة؛ لاستنزاف الوطن؛ تسير خطة تقسيم مصر حسب المخطط المعروف باسم المستشرق اليهودي الأمريكي برنارد لويس.

قررت الحكومة المصرية تأجيل تنفيذ المشروع الكامل الخاص بالتقسيم الإداري للمحافظات الجديدة، والاكتفاء بثلاث محافظات فقط، وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أن (المحافظات الجديدة التي سيتم إنشاؤها خلال المرحلة المقبلة، هي الواحات والعلمين ووسط سيناء فقط". (اقرأ: http://goo.gl/LwA6Ql).

هذا القرار هو ما حذرنا منه من قبل، في سلسلة مقالات حول التقسيم الجديد للمحافظات الذي تبناه المشير عبد الفتاح السيسي في برنامجه الانتخابي قبل الانتخابات الرئاسية، وقلنا وقتها إن هذا التقسيم وضعته دوائر صهيونية وصليبية عالمية محوره الرئيسي والهدف منه هو التأسيس لإمارتين أو لدويلتين مسيحيتين.

الأولى: في منطقة وادي النطرون التي يسيطر عليها رهبان الصحراء الغربية باسم محافظة العلمين.

والثانية: في جنوب سيناء لرهبان اليونان الذين يسيطرون على دير سانت كاترين ويفرضون هيمنتهم على كامل المثلث بين خليجي العقبة والسويس.

وشرحت من قبل بالمعلومات الموثقة كيف سيطر الرهبان في المنطقتين منذ اثنين وثمانين وتسعمائة وألف على مئات الآلاف من الأفدنة في أكبر عملية سطو على الأراضي، مستغلين ضعف الدولة وتواطؤ الحكومات في التهام مساحات ضخمة في انتظار لحظة الحصول على قرار إداري بتحويل هاتين المنطقتين الخاضعتين لهم إلى محافظتين كخطوة مرحلية، ووضع حجر الأساس للانفصال وفرض واقع جديد محمي دوليًا.

( يمكن الرجوع للمقالات السابقة على الرابط التالي:http://alarabnews.com/show.asp…).

وبسبب عدم القدرة المالية في الوقت الحالي لتنفيذ كل المشروع، قررت الدوائر الصهيونية والصليبية الدولية التي تسيطر على القرار المصري تنفيذ مشروع التقسيم المطلوب فقط وتحمل تكلفته، لتمرير مخطط التقسيم الصليبي بأسرع وقت ممكن دون أن يتأثروا بما تمر به البلاد من صراع سياسي.

هذا القرار الحكومي بإنشاء ثلاث محافظات هو تنفيذ دقيق للجزء الخاص بمصر في مشروع تقسيم الشرق الأوسط الذي وضعته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) واعتمده الكونجرس الأمريكي في بداية الثمانينيات، والذي لم يعد سرًا، وافتضح أمره.

- برنارد لويس:

لقد قرر صناع القرار في الولايات المتحدة إعادة تقسيم الدول الإسلامية وتفكيكها وتفتيتها، وعدم الاكتفاء بحدود سايكس بيكو، وأسندوا وضع خرائط التقسيم للمؤرخ والمستشرق اليهودي برنارد لويس، وتم تكليفه من وزارة الدفاع الأمريكية عام ثمانين وتسعمائة وألف برئاسة فريق من الخبراء والمستشرقين والمفكرين الاستراتيجيين لوضع المخطط الكامل لتقسيم الدول العربية والإسلامية.

واعتمد الكونجرس في جلسة سرية المشروع عام ثلاثة وثماني مائة وتسعمائة وألف، وقد تسربت الخرائط كاملة فيما بعد، والتي خضعت للدراسة من مراكز الأبحاث والمحللين المسلمين والعرب ولكن يبدو أن حكوماتنا والمسيطرين على السلطة في بلادنا هم الذين ينفذون بدلًا من التصدي ووضع الاستراتيجيات المضادة!

انظر (http://alkashif.org/...center/22/3.pdf ).

لا يوجد عذر لأحد، ولا نجد مبررًا بالجهالة وعدم الدراية فالخرائط منشورة، ويعاد نشرها بين فترة وأخرى من الدوائر الغربية ذاتها، وكأنهم واثقون أن أمتنا مستسلمة للذبح، ففي سبتمبر ثلاثة عشر وألفين أعادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشر خرائط تظهر فيها خمس دول عربية وقد قسمت إلى أربع عشرة دولة. (http://gate.ahram.or...ews/400877.aspx).

أظهرت الخرائط تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، هي: دويلة للعلويين على الساحل، ودويلة كردية في الشمال، ودويلة للسنة.

والسعودية تم تمزيقها وتفكيكها إلى خمس دويلات، شمالية، وشرقية شيعية، والحجاز، وجنوبية إسماعيلية، ودويلة الوهابية في الوسط ، وتم تقسيم اليمن إلى دويلتين: شمال، وجنوب ، وتقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات.

وحتى لا يفسدوا عملية التنفيذ تعمدت نيويورك تايمز إخفاء خريطة تقسيم مصر والسودان، ولكن الخريطة سربت من قبل وقتلت شرحًا وتفسيرًا.

خريطة برنارد لويس تشير إلى تقسيم مصر إلى أربع دول هي: مسيحية في الصحراء الغربية وعاصمتها الإسكندرية، ونوبية في الجنوب، وإسلامية في الدلتا، وسيناء والصحراء الشرقية التي سيتم ضمها لإسرائيل الكبرى.

اعتمد برنارد لويس في التقسيم على الطوائف والأعراق والمذاهب، وكان الغرض من التقسيم هو مزيد من التفتيت حتى لا تكون للمسلمين دولة واحدة كبيرة أو قوية.

ومنذ اعتماد هذه الخطة في بداية الثمانينات بدأت الماكينة الصهيونية والصليبية العالمية تعمل على التنفيذ، وكانت كل الحروب التي بدأها المحافظون الجدد منذ حرب الخليج تنفيذا لخرائط التقسيم التي وضعها برنارد لويس.

وبالنظر لهذه الخرائط الآن نجد تفسيرًا لكل ما يجري خلال العقدين الأخيرين، ونفهم لماذا تستخدم أمريكا الأقليات والطوائف في العالم الإسلامي ضد الأغلبيات وإثارة القلاقل للوصول إلى الهدف النهائي وهو تفتيت المنطقة.

الذي يهمنا في هذا المقال هو التفكير الصليبي الصهيوني المتعلق بمصر، ونركز على شكل التقسيم الذي خططوا له، وهدفنا هو تحذير قومنا للخطر الذي نراه ماثلًا أمامنا عسى أن تجد مقالتي من يعيها حفاظًا على الأمن القومي المصري والإسلامي.

لقد وضع برنارد لويس خريطة واحدة لمصر والسودان، والربط بين البلدين لأن مخطط التقسيم يعمل على صناعة دولة باسم النوبة تضم شمال السودان وجنوب مصر.

وإذا كانت أمريكا قد نفذت خمسين بالمائة من خطة التقسيم في السودان ( فصل الجنوب وصناعة تمرد دارفور.

للطبيعة القبلية والعرقية فإن الوضع في مصر مختلف حيث لا تساعد طبيعة الديموغرافيا والنسيج السكاني على تمرير مخطط التقسيم بسرعة ومرة واحدة.

ومنذ وضع الأمريكيون والصهاينة خريطة التقسيم والعمل على إنشاء الدولة المسيحية بالصحراء الغربية بدأ التنفيذ من خلال الرهبان، الذين أصبحوا القوة الضاربة لتنفيذ هذا المشروع، فبدأوا يسيطرون على الصحراء في أغرب عملية سطو لإنشاء كيانات ضخمة تتوسع مع الوقت، أشبه بالمستوطنات حول الأديرة من جنوب البلاد وحتى الساحل الشمالي.

- وادي النطرون:

استغل الأمريكيون أصحاب التوجه الانفصالي من المسيحيين المصريين لإيجاد الرقعة الجغرافية المناسبة لتأسيس الدولة المسيحية المزعومة، ومن المعروف أن بعض المسيحيين المصريين يتوقون إلى إقامة دولة خاصة بهم منذ نصف قرن تقريبًا ظنًا منهم أن الفرصة مواتية لضعف المسلمين وخضوع الدولة المصرية للهيمنة الغربية الصليبية.

ولأن إقامة دولة يحتاج إلى شعب وأرض، كان المطلوب هو البحث عن المكان المناسب، فاختار أصحاب هذا التوجه الانفصالي في البداية محافظة أسيوط، لوجود كثافة سكانية مسيحية بها، لكن هذا الخيار فشل، لأن المسلمين يشكلون أغلبية في المحافظة، وتسبب تسرب فكرة الدولة المسيحية في رد فعل إسلامي في السبعينيات أفشل هذه الفكرة.

تلقف أصحاب المخطط الانفصالي مخطط برنارد لويس الذي يحقق لهم المكان البديل، فكان التوسع في وادي النطرون والصحراء حتى الساحل الشمالي ولا يوجد بالصحراء العقبة التي أفشلت الحلم في أسيوط، وهى الكثافة السكانية، إذ لا يزيد سكان هذه المنطقة عن ثمانين ألف نسمة.

بدأ التوسع في الأديرة بمنطقة وادي النطرون وتحويلها إلى قبلة للمسيحيين، وبدأ الرهبان يتركون حياة الزهد في الدنيا إلى التوسع والتمدد والسيطرة على آلاف الكيلو مترات في الوادي وخارجه.

بدأت الماكينة تعمل من خلال العلاقات الرسمية وغير الرسمية باستخدام طرق عديدة للتمهيد لهذه الدولة فتم الآتي:

أولاً: بدأ دير الأنبا مقار يتوسع للسيطرة أولاً على وادي النطرون كله وعدم الاكتفاء بالموجود، وتحقق للدير ذلك، ففي سنوات قليلة قام الدير بالآتي:
أ‌- وضع دير الأنبا مقار يده على 200 فدان طبقا للقانون رقم 100 لسنة 1964.
ب‌- سيطر الدير على 300 فدان بقرار من رئيس الوزراء رقم 16 لسنة 1977.
ت‌- حصل الدير على 1000 فدان منحة من السادات في 23/8/1978.
ث‌- سيطر الدير على 2000 فدان من قبيلة الجوابيص.

ثانيًا: وعندما سيطر الدير على الوادي المنخفض عن سطح البحر بدأ يتحرك شمالًا للسيطرة على الأراضي وحتى العلمين بالساحل الشمالي، ووضع الدير يده على آلاف الكيلو مترات بالصحراء الغربية بحجة الاستصلاح.

ونشرت الصحف في أوائل التسعينيات قيام الدير بوضع يده على خمسين ألف فدان بالقرب من مدينة الحمام عند الكيلو تسع وستون بطريق الإسكندرية مطروح، وعلى ساحل البحر المتوسط على بعد مائتي كيلو من وادي النطرون.

ثالثًا: بدأ دير الأنبا مقار في التحرك شرقًا منذ السبعينيات، للسيطرة على المساحات الواقعة بين الدير وطريق مصر الإسكندرية الصحراوي لوضع اليد على الأراضي الواقعة بين الكيلو 26 حتى الكيلو 118 طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.

رابعًا: استغلال أنصار المخطط الانفصالي أزمة السلطة قبل الثورة وبعدها وحتى الآن، في الاستيلاء على آلاف الأفدنة في الصحراء الغربية، من جنوب البلاد وحتى شمالها، وآخر هذا التمدد المسيحي على الأرض استيلاء رهبان من الإسكندرية على تسعة

آلاف فدان في وادي الريان بالفيوم وهى محمية طبيعية، مستغلين ضعف سلطة الدولة والاستقطاب السياسي الذي أوجد حالة من الفراغ، وقام الرهبان ببناء أسوار حول المحمية التي سطوا عليها، ويمنعون أي تواجد للدولة قريبا منهم.

واليوم يأتي قرار الحكومة لتتويج جهود برنارد لويس وفريقه، والرهبان الذين استولوا على أراضي الدولة للاعتراف بدويلة وادي النطرون وتضيف لها ظهيرًا صحراويًا بدون كثافة سكانية من المسلمين باسم محافظة الواحات للتوسع فيما بعد بدون عوائق.

وقرار الحكومة بتأسيس المحافظة الثالثة باسم الواحات لا يقل خطورة عن تأسيس محافظة وادي النطرون، وهذا ما سنشرحه وموضوع الفاتيكان الجديدة في جنوب سيناء في المقالين القادمين بإذن الله.

المقال القادم إن شاء الله عن سبب فصل الواحات عن محافظة الجيزة ولماذا جعلوها وشمال الوادي الجديد الظهير الصحراوي لمحافظة وادي النطرون (العلمين)؟
وهل ستكون هذه الدولة المسيحية في الصحراء الغربية مقرا وقاعدة لجيوش الأمن الخاصة كمرتزقة بلاك ووتر؟

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عامر عبد المنعم

كاتب صحفي

  • 31
  • 7
  • 90,941

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً