مع القرآن - الحمد لله

منذ 2015-03-20

(الحمد لله) الشكر لله خالصًا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه

حبانا الله بنعم لا تحصى وتفضل علينا بفضائل لا تعد

ومع ذلك ينسى الإنسان فضل ربه وإنعامه، وكأنما اعتبره حقًا مكتسبًا، فقليلًا ما يحمد، وقليلًا ما يشكر.
أعطاك أبناء وحرم غيرك.

أعطاك مالًا واتنقص من غيرك.

أعطاك زوجة صالحة وابتلى غيرك.

أعطاك نعمة النظر وحرم غيرك.

أعطاك نعمة السمع وحرم غيرك.

أعطاك نعمة النطق وحرم غيرك.

أعطاك نعمة المشي وحرم غيرك.

أعطاك نعمة اليدين وحرم غيرك.

{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل:18].

قال أبو جعفر بن جرير: معنى (الحمد لله) الشكر لله خالصًا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذَّاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاق منهم ذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله أولا وآخرًا.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو معمر القطيعي، حدثنا حفص، عن حجاج، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال عمر: "قد عَلِمْنا سبحان الله، ولا إله إلا الله، فما الحمد لله؟ فقال علي: كلمة رضيها الله لنفسه".
وقال علي بن زيد بن جُدْعَان، عن يوسف بن مِهْرَان، قال: قال ابن عباس: الحمد لله كلمة الشكر، وإذا قال العبد: "الحمد لله، قال: شكرني عبدي". (رواه ابن أبي حاتم).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 6,022
المقال السابق
بركة (بسم الله)
المقال التالي
فاستعذ!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً