مع القرآن - الاستعانة بالله

منذ 2015-03-22

قد جعل سبحانه نجاح الكافر في الأخذ بالأسباب، والوصول لحظوظ الدنيا فتنة واختبار للمؤمنين، ولولا أن الله تعالى رحم عباده المؤمنين لجعل الدنيا كلها في أيدي الكفار، فكانوا فيها كالملوك وادخر الآخرة لعباده المؤمنين..

لا شك أن استعانة العبد بالله في كل أمر وتوكله عليه وحده تكفيه ما أهمه، وتوصله إلى ما يروم وذلك مع الأخذ بالأسباب التي شرعها لنا وكلفنا بها، والتي لا تفلح ولا تصلح بلا استعانة به سبحانه..

وقد جعل سبحانه نجاح الكافر في الأخذ بالأسباب، والوصول لحظوظ الدنيا فتنة واختبار للمؤمنين، ولولا أن الله تعالى رحم عباده المؤمنين لجعل الدنيا كلها في أيدي الكفار، فكانوا فيها كالملوك وادخر الآخرة لعباده المؤمنين.. {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف:33].

أما النجاح الحقيقي فيكمن في كمال التوكل والاستعانة بالله مع كمال الأخذ بالأسباب المشروعة..
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]: "قال الضحاك عن ابن عباس: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} يعني: إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك وعلى أمورنا كلها.

وقال قتادة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم، وإنما قدم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدم ما هو الأهم فالأهم، والله أعلم".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 7
  • 1
  • 9,496
المقال السابق
هكذا الملك؛ فكن من جنده
المقال التالي
سؤال الهداية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً