حكاية الفكر التغريبي في العالم الإسلامي بكل وضوح!

منذ 2015-04-07

فالاحتلال الغربي احتل العالم الإسلامي بالحديد والنار، وجند عدد من أبناء العالم الإسلامي، فهذا للتغريب في الدين كمحمد عبده وتلامذته الأزهريين في مصر، وهذا للتغريب في السياسة كسعد زغلول وتلامذته من النخبة السياسية في مصر، وهذا للتغريب المجتمعي كقاسم أمين، وتلامذته من النخبة الثقافية، كما جندوا طلعت حرب ومن معه للتغريب الاقتصادي.

كنت ساعات أجلس أحلل وأنظر وأسود صفحات عديدة في ظاهرة معينة ثم يجيء -صديق عمري- أبو أحمد ويهدم هذا كله في كلمتين، ويقول لي الأمر ليس كذلك، هؤلاء عملاء وأتباع مصلحتهم، والحكاية ليس فيها تفكير ولا أفكار ولا وجهات نظر ولا شيء.

أحيانًا أجد كلامه صحيحًا، وأحيانا كنت أخالفه، لكن في الأغلب كلامه يكون صحيحًا، وهذا ما أجده الآن سبيلًا صحيحًا لتحليل العديد من الظواهر السياسية والفكرية الراهنة، فمسألة الغزو الفكري، سُودت فيها كتب وأبحاث وندوات كثيرة ودرسناها في شبابنا كجزء من مناهج التثقيف السياسي، وكتب فيها عمالقة الفكر الإسلامي الحديث كسيد ومحمد قطب وعلى جريشة، وغيرهم، كما كتب كتاب كبار آخرين فيها كجلال كشك، وعالم جليل كحامد ربيع، ولكن أنا الآن بعدما عايشت الكثير من رموز النخبة المثقفة، وقرأت التاريخ والمذكرات الشخصية العديدة يمكنني القول باطمئنان شديد أن المدخل الصحيح لتحليل هذه الظاهرة هو مدخل أبي أحمد؛ (إنهم عملاء، وأصحاب مصالح، وتعاملوا مع العدو لتحقيق مصالحهم الشخصية).

فالاحتلال الغربي احتل العالم الإسلامي بالحديد والنار، وجند عدد من أبناء العالم الإسلامي، فهذا  للتغريب في الدين كمحمد عبده وتلامذته الأزهريين في مصر، وهذا للتغريب في السياسة كسعد زغلول وتلامذته من النخبة السياسية في مصر، وهذا للتغريب المجتمعي كقاسم أمين، وتلامذته من النخبة الثقافية، كما جندوا طلعت حرب ومن معه للتغريب الاقتصادي، وجندوا الحكام لفرض هذه الرموز ثم خلفائهم على المجتمع والدولة بالحديد والنار، وقتل وسجن كل من تسول له نفسه تبيان فساد هذه الأفكار، والدعوة للإسلام، فقتلوا العديد من رموز العمل الإسلامي كسيد قطب، وغيرهم من أبناء الدعوة الإسلامية على العموم وسجنوا البعض منهم كبديل للقتل.

كل رموز الفكر التغريبي من أبناء جلدتنا لم يدرسوا الإسلام، ثم حادوا عنه اقتناعًا بضعفه وبقوة الفكر التغريبي، ولكنهم أصحاب مصالح حادوا عن الاسلام من أجل مصالحهم الدنيوية، ولذلك لا أحد منهم يصمد في مناقشة علمية أمام رمز إسلامي عميق الفهم، ولا يقبلون بمثل هذه المناظرات، بل هم يلجأون لتصفية الوجود الإسلامي بالحديد والنار بينما يغلفون حديدهم ونارهم بشعارات الفكر التغريبي ليوحوا للجهلة أن لديهم فكرًا علميًا صحيحًا، بينما يرفضون دائمًا إعطاء الحرية للفكر الإسلامي الصحيح لينازلهم، ويلجؤون للقضاء عليه بالسلاح كما فعلوا مع حسن البنا وسيد قطب وغيرهما في كل البلدان العربية، فضلًا عن الإقصاء لكل فكر اسلامي بالقوة عن الساحة الإعلامية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية.

هذه هي كل الحكاية.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 2
  • 0
  • 3,252

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً