يهود الدونمة (4)

تكملة لما بدأناه في الحديث عن اليهود الذين أظهروا إسلامهم لينجوا من حكم الإعدام (يهود الدونمة).
فمع الوقت (يهود الدونمة) يتغلغلون داخل النظام العثماني -مع ضعف الدولة العثمانية- وبدأت الدولة العثمانية تعطي صلاحيات للممالك الأوروبية -ألد أعدائها في السابق- وأصبحت هناك قنصليات في كل مكان (مصر-الشام-إسطنبول)، ولم يكونوا مجرد سفراء، وإنما كانوا يملون آراءهم ويفرضونها على الدولة العثمانية، واعتبر هؤلاء القناصل أنهم أوصياء على النصارى داخل الدولة العثمانية، واعتبر الإنجليز أنهم أمناء على حقوق اليهود.

قفد أنشأت قنصلية لبريطانيا داخل القدس، وأول رسالة أرسلتها إنجلترا لهذه القنصلية هي: :أن ترعى حقوق الطوائف اليهودية داخل فلسطين"،أما فرنسا فقد كانوا كاثوليك يكرهون اليهود، إلى أن حدث حدثٌ مهم حدًا سنة 1789م..! وهو قيام الثورة الفرنسية على الملكية، وقد اعتنقت هذه الثورة مذهب البروتستانت كنوع من الثورة على النظام القديم، وصارت تدعم إقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، وكذلك اعتنقت فكرة القومية وصدرت هذه الأفكار إلى باقي دول العالم ومنها بلاد المسلمين.

كان هذا ما أريد أن أوصله لحضراتكم عن يهود الدونمة نشأتهم وآثارهم..
وبالتالي يكون أمامنا حاليًا أوراق ضغط كثيرة على الخلافة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين..
هذه الأوراق هي الضغط الدولي من إنجلترا وأمريكا وفرنسا –البروتستانت-، بالإضافة إلى روسيا الشيوعية، والتي ذكرنا أن الذي نادى بالأفكار الشيوعية هم اليهود، وكذلك ورقة الضغط الأخرى هي (يهود الدونمة) المتغلغلين داخل الحكومة..

كان هناك رد فعل قوي وحاسم من السلطان (عبد الحميد الثاني) تحدثنا عنه سابقًا، وسنتحدث عنه فى السلسله القادمة إن شاء الله..

ختامًا: قد علمتم أمورًا لا يعلمها كثير من الناس، وهذا أمر عظيم جدًا، فالمعركة معركة وعي في المقام الأول، فلا تبخلوا على غيركم أو على أمتكم بإمدادها في معركتها.. انشروا هذا الكلام ليعلمه الجميع.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام