الزن بالنصيحة

في ناس -أحيانًا- عندما تنصح أحدهم أو توعظه تفضل تزن على دماغه: كدة حرام.. كدة غلط.. اصلح حالك.. اتق نار جهنم.. وتفضل تزن زي النحلة ورا بعضه ورا بعضه.. لحد اللي أدامه ما يزهق..

رأيت أحدهم يفعل هذا وعلشان اللي أمامه يسكته قال له: "مش انت نصحت اسكت بقى أنا عايز أروح النار يا سيدي!"، من الآخر.. الإنسان بطبعه ملول وعنيد وقد يمل من كثرة النصح لشيء ما، بل يعاند بسبب كثرة النصيحة، ويصبح أسوء وأسوء كلما نصحته..

علشان كدة لما تحبوا تنصحوا أحد قولوا مرة واحدة، ثم انتظروا بضع أيام، إذا لم يستجب ذكره..

فقط مجرد تذكرة من غير زن على الودان.. علشان يحس إن ما فيش ضغط عليه.

ودليلي على الكلام ده إن رسولنا صلوات ربي عليه لما كان بينصح الصحابة كان بينصحهم بين فترة وأخرى..

ففي صحيح البخاري حديث رقم:(68) قال ابن مسعود رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا».

ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان يُباعد بين الدروس التي يعطيها للصحابة، وكان يُقَلِّل في زمنها، حتى لا يُصيبهم بالملل.. ده أيام الرسول فما بالكم بأيامنا اللي ما يعلم بيها إلا ربنا واللي الناس فيها ماشية على خالف تعرف!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام