انهيـار الإقتصـاد الأمريكي.. بداية النهايـة

منذ 2008-10-09

لقد سعت أمريكا لتجمِّـد كلَّ مال ينفق في سبيل الله تعالى، فجمَّد الله تعالى أموالها، ودأبت على إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية، وملاحقة المتصدِّقين، فأغلق الله تعالى عليها أبواب الـرزق، وقامت ببطـرها، وأشـرها، تصد عن سبيل الله تعالى، فصدَّ الله تعالى


لم يخطئ وزير المالية الألماني عندما وصف التدمير الأمريكي للنظام المالي العالمي بقولــه: "إنَّ الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأزمة المالية العالمية الراهنة التي قال إنهاستخلف آثارا عميقة، وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي".

وقال شتاينبروك في بيان حكومي أمام البرلمان: "العالم بعد الأزمة لن يكون كما كان قبلها"، مشيرا إلى فقدان الولايات المتحدة صفتها كقوة خارقة في النظام المالي العالمي.

وألقى شتاينبروك باللوم في الأزمة على عاتق واشنطن فيما وصفها بـحملة "إنغلوساكسونية لتحقيق أرباح كبيرة ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات" (وكالات).

وصدق شتاينبروك، فما هي إلاَّ حفنة من الأنجلوساكسونيين الممتلئين جشعا، والمتحالفين مع زمرة صهاينة أشد جشعا منهم، ملاّك شركات عملاقة، سيطروا على أكبرقوة عسكرية في التاريخ، وقد استحوذ عليهم شيطان الربا، واستولى عليهم الطمع بثروات العالم، حتى استهانوا بدماء الشعوب، وأبادوا البشـر، فأورثوا قومهم دار البوار، وأدخلوا العالم في فساد، ودمار.

في مقال كتبته قبـل سنوات ـ مع بدايـة إحتلال أمريكا للعراق ـ بعنوان (صدق لاروش، وكذب بوش)، قـلت فيه ما يلي:
"لولا هيبة أن أقول بغير علم، لجزمت أن حديث: «يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع» [خرجه أحمد موقوفا، والطحاوي في مشكل الآثار مرفوعا عن بعض الأًصحاب]، أنَّ هذا اللكع هو بوش بعينه، لايعدوه الوصف قيد أنملة.

ودعوني استشهد بأقوال رجل ماوجدت أصدق لهجة منه في القوم الأمريكانيين، وهو المرشح الديمقراطي للرئاسة "ليندون لاروش"، وسأعرّف القراء به بذكر نبذة عنه، ثم أنقل كلاما مهمّا مما قاله، يبين الخلفية السياسية التي سبقت مجيء بوش وعصابته محتلين الخليج والعراق عسكريــا:

ليندن لاروش: هو أحد كبار المفكرين السياسيين والاقتصاديين، وأكثرهم إثارة للجدل في الحياة السياسية في أمريكا، وهو مرشح ديمقراطي للرئاسة الأمريكية لعام 2004م، وكان رائد فكرة استراتيجية الدفاع المشترك (Sid) التي سميت فيما بعد بحرب النجوم.

وكان الوحيد الذي يطالب برفع الحصار عن العراق قبل الاحتلال الصليبي لها، ومن آراءه توقعه انهيار النظام الإقتصادي العالمي خلال فترة قصيرة جدا، إذا لم يتم عكس السياسات الراهنة، والقضاء على جميع أنواع الربا، والمضاربات على العملات، والأوراق المالية التي حولت الاقتصاد العالمي إلى نادي قمار، وأصبحت كالسرطان تعيش على الاقتصاد الحقيقي.

ويشدد لاروش في حملته الانتخابية على أن النظام المالي العالمي وخاصة في الغرب، قد دخل في مرحلة الإفلاس الفعلي بسبب فك الارتباط كليا مابين الاقتصاد الفعلي المتمثل بإنتاج واستهلاك السلع والخدمات، وبين الأوراق المالية المتبادلة في الأسواق العالمية، ويقول: "إن كمية النقد المتبادل في أسواق الصرف، أكبر من كميات إجمالي الناتج المحلي لجميع أمم الأرض بمئات المرات، وهذا يحتــــم إدخال النظام المالي العالمي، في إجراءات إفلاس قريبة".

ولا يرى لاروش في مصلحة الشعب الأمريكي أو الأوربي تدميرأفريقيا، أو آسيا، أو أمريكا اللاتينية ـ كما تفعل أمريكا ـ بل المستفيد الوحيد هم مجموعة بنوك، ومؤسسات مالية سياسية.

ويكنُّ كيسنجر وسائر الصهاينة في دوائرالسياسة الأمريكية للاروش عداء شخصيا، خاصة كيسنجر، وأطلق عليه حملة صهيونية لتشويه سمعته بالتعاون مع ألـ Fbi أدت إلى إدخاله السجن لمدة خمس سنين، كاد أن يموت بسبب عمره ـ 70سنة ـ وخرج عام 1994م.

ثـم قلت في المقال:
وحدد لاروش المصدر الجذري للمشكلة الأخلاقية، والسياسية، باعتبارها الانهيار الاقتصادي العالمي، وما رافقه من تحول المجتمع الأمريكي من مجتمع منتج إلى مجتمع "استهلاكي" طفيلي، وعرض المثلث البياني الذي كان قد عرضه لأول مرة عام 1995، في مؤتمر في الفاتيكان، وحدد فيه طبيعة ارتفاع حجم المضاربات المالية، وكمية النقد المتداول في النظام المالي العالمي، دون أن يرافقه أي نمو في الإنتاج المادي الفعلي للاقتصاد" انتهى المقال.

وها نحن اليوم نشهد ـ وهذا مـن بركات رمضان ـ بداية الإنهيار الإقتصادي الأمريكي الذي وصل إلى درجة أن يطلق محافظ البنك المركزي الأمريكي صيحة إنذار (الموت والهلاك).

ولا ريب أن سبب ما أصاب هذه الدولة الأمريكية المارقة، من هذا الدمار الإقتصادي الهائل، إلى جانـب جشعها الربوي العالمي الذي وعد الله تعالى بمحقه، فمحقـه، هو طغيانهـا العظيم، والذي بلغ أن تسلَّطـت على لقيمات الفقراء في البلاد الفقيرة فأخرجتها من أفواه اليتامى، والمساكين، وجرَّدتهم من كلِّ صدقة تأتيهم من الدول الإسلامية، تحت كذبة (الحرب على الإرهاب)، بينما هي أعظم قوة باغية ترهـب العالم بغير حـقِّ.

لقد سعت أمريكا لتجمِّـد كلَّ مال ينفق في سبيل الله تعالى، فجمَّد الله تعالى أموالها، ودأبت على إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية، وملاحقة المتصدِّقين، فأغلق الله تعالى عليها أبواب الـرزق، وقامت ببطـرها، وأشـرها، تصد عن سبيل الله تعالى، فصدَّ الله تعالى عنها سبـل الخيـر.

وجاءت بعد أن عاثت بثروات العالم، وأسواقها، لتسرق ثروات أمة المسلمين بإحتلال العراق، وأفغانستـان، فعاد عليها سعيها ضلالاً، ومكـرها وبالاً.

وها نحـن نشهـد في هذه العشـر الأواخر من رمضان، في هذه الأيام المباركة، نشهـد ثالث إشارة لبداية أفـول الهيمنة الأمريكية، فالأولى كانت بإحتلال العراق، والثانية كانت بتدخلها في جورجيا، والثالثة بإنهيار إقتصادها الذي نشهده هذه الأيام.

وقد قال الحق سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [سورة الأنفال: 36].

وسبحان الله القائل العلي العظيـم: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} [سورة غافر: 81].

والحمد لله الذي بيده الأمر كلُّه، وإليه يرجع الأمر كلُّه، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو العزيـز الحكيـم.








المصدر: موقع الشيخ حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 23
  • 3
  • 34,736
  • زينب

      منذ
    [[أعجبني:]] سحقا.الامريكا.سحقا.للعدو.الغاشم
  • ريهام

      منذ
    [[أعجبني:]] ذكر بعض الايات [[لم يعجبني:]] لا يوجد اي جانب علمى او تحليل اقتصادى للقضيةو نريد اشتشارة الخباراء فى الميدان المالى لوضع تقرير شامل و مفسر لهذه الازمة المالية مع انى متحصلة على شهادة السانس فى العلوم المالية الى انه نريد توضيح احسن و استعمال كل المصطلاحات الاقتصادية هذا مالا يوجد فى تعلقكم
  • بنت الاسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] فعلا ان وعد الله حق وكل ما فعلته الولايات المتحدة الامريكية سيرده الله لها الصاع صاعين اللهم اهزم اعداء الاسلام وانصر انصار الاسلام
  • علاء الصفطى

      منذ
    [[أعجبني:]] خلفية الكاتب الدينية واستدلالة بلايات فى كلامه [[لم يعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... لااقول لايعجبنى ولكن هو اضافة وهى انه يجب ان يقوم المسلمون بالدور المطلوب منهم وليس بالتفرج والتسلى فقط لقوله تعالى "ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهذا هو دورنا حتى يستيقظ هذا المارد العملاق الحقيقى وهو الاسلام فيجب علينا ان نحقق الايمان بأنفسنا وفى بيوتنا وهكذا واقول للكاتب جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يجب ويرضى واسال الله ان يجمعنى بك مع النبى فى الجنة ان شاء الله
  • حسام الباجوري

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد افاء الله عليكم يا اخي بهذا التحليل القيم للأزمة المالية العالمية واحب ان اضيف الآتي لكي يسهل الفهم الجيد لإخواننا الأعزاء: 1- الربا نوعان وهما النوع المتعارف عليه بين الناس وهو القرض بفوائد والنوع الثاني هو ان يستغل احد القادرين على ادارة الاموال واستثمارها جهل الأخرين بكيفية استثمار اموالهم وإدارتها فيقوم بإدارتها وإستثمارها لهم ويعطيهم نسبة ضئيلة من الربح في حين يستحوذ هو على اضعاف اضعاف هذه النسبة فيربو ماله سحتا من أموال الناس. وهذان هما النظامين المتبعين في البنوك حاليا. 2- بدأ النظام الربوي الثاني في الإنتشار عالميا اول ما بدأ في المانياحيث اثفق اليهود فيما بينهم على تجميع اموالهم مع بعض الأفراد المهرة في استثمار الاموال في مقابل نسبة ضئيلة محددة ،ولما نجحت هذه الفكرة بينهم قاموا بتطبيقها على العامة من غير اليهود ومن ثم انتشرت الفكرة في صورة النظم البنكية الحالية. 3- يؤدي النظام الربوي الى : أ‌- ما اوردته سيادتكم على لسان السيد ليندن لاروش من تحول المجتمع من مجتمع منتج الى مجتمع مستهلك طفيلي . ب‌- ويؤدي كذلك الى قلة الانتاج عموما ،وبالتالي يؤدي الي زيادة الاسعار نتيجة لقلة العرض وزيادة الطلب. ت‌- زيادة الفقر والعبء المالي على العامة نتيجة لفوائد القروض العالية . ث‌- الزيادة الهائلة في أموال المرابين والتي محقت منها البركة فأصبحت بلا فائدة وذلك نتيجة زيادة الاسعار والتضخم ومحق الله لبركتها ، فالعاملين في البنوك مثلا يتقاضون مرتبات مغرية ولكنها بالكاد تكفي مصارفهم وهكذا يستوون تقريبا بالعامة مع فارق المستوى الإجتماعي كذلك يذهب الله باموالهم في اوجه صرف عديدة مثل العلاج من الامراض والاكتئاب وخلافه. ج‌- يصيب الله المرابين بالمس فيصبحوا كمن مسه الشيطان وذلك بان قلوبهم وعقولهم اصبحت متعلقة بحركة أموالهم وأسهمهم صعودا وهبوطا وكثيرا ما نجد من يفقد عقله وحياته بسبب ازمة ماليه حلت به وكما شابه وذلك تحقيقا لقوله تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة ح‌- بعد أن محق الله ما ربى في أموال الناس بالباطل والسحت يمحق الله سبحانه وتعالى اصول اموال المرابين كما حدث فى الأزمة المالية العالمية الحالية ، حيث يبدأ العامة والمقترضون في التعثر في سداد القروض وفوائدها ثم يضطرون في النهاية الى التوقف عن السداد كليةً فإما أن تضيع قيمة القروض المتبقية بالكلية او تتجمد ارصدة المرابون والبنوك في صورة ممتلكات او عقارات ليس لها سوق ولا تأتي بقيمتها الأصلية التي تغطي قيمة القروض وتتعثر في البنوك في توفير السيولة فتضطر الى إعلان افلاسها وبالتالي افلاس المودعين بهذه البنوك ويتحقق قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276) سورة البقرة وهكذا يمد الله سبحانه وتعالى للكافرين مدا حتى يظنوا انهم ملكوا الدنيا فيأتي عقاب الله سبحانه وتعالى فينقلب بهم الحال من اكثر الوان الرفاهية الى الفقر فيكون العقاب بذلك اقسى واشد {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) } سورة المؤمنون إخواني في الله .. إحذركم ونفسي من معصية الله حتى لا يصيبكنا غضبه ونندم يوم لا ينفع الندم واعلموا ان ما نفعل فاننا محاسبون عليه ومهما طال الأمد فإن عقاب الله سيطال العصاة فى الدنيا والآخرة ولنحذر ربكم كما حذرنا سبحانه وتعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} (30) سورة آل عمران اعتذر عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حسام الباجوري
  • حسام الباجوري

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد افاء الله عليكم يا اخي بهذا التحليل القيم للأزمة المالية العالمية واحب ان اضيف الآتي لكي يسهل الفهم الجيد لإخواننا الأعزاء: 1- الربا نوعان وهما النوع المتعارف عليه بين الناس وهو القرض بفوائد والنوع الثاني هو ان يستغل احد القادرين على ادارة الاموال واستثمارها جهل الأخرين بكيفية استثمار اموالهم وإدارتها فيقوم بإدارتها وإستثمارها لهم ويعطيهم نسبة ضئيلة من الربح في حين يستحوذ هو على اضعاف اضعاف هذه النسبة فيربو ماله سحتا من أموال الناس. وهذان هما النظامين المتبعين في البنوك حاليا. 2- بدأ النظام الربوي الثاني في الإنتشار عالميا اول ما بدأ في المانياحيث اثفق اليهود فيما بينهم على تجميع اموالهم مع بعض الأفراد المهرة في استثمار الاموال في مقابل نسبة ضئيلة محددة ،ولما نجحت هذه الفكرة بينهم قاموا بتطبيقها على العامة من غير اليهود ومن ثم انتشرت الفكرة في صورة النظم البنكية الحالية. 3- يؤدي النظام الربوي الى : أ‌- ما اوردته سيادتكم على لسان السيد ليندن لاروش من تحول المجتمع من مجتمع منتج الى مجتمع مستهلك طفيلي . ب‌- ويؤدي كذلك الى قلة الانتاج عموما ،وبالتالي يؤدي الي زيادة الاسعار نتيجة لقلة العرض وزيادة الطلب. ت‌- زيادة الفقر والعبء المالي على العامة نتيجة لفوائد القروض العالية . ث‌- الزيادة الهائلة في أموال المرابين والتي محقت منها البركة فأصبحت بلا فائدة وذلك نتيجة زيادة الاسعار والتضخم ومحق الله لبركتها ، فالعاملين في البنوك مثلا يتقاضون مرتبات مغرية ولكنها بالكاد تكفي مصارفهم وهكذا يستوون تقريبا بالعامة مع فارق المستوى الإجتماعي كذلك يذهب الله باموالهم في اوجه صرف عديدة مثل العلاج من الامراض والاكتئاب وخلافه. ج‌- يصيب الله المرابين بالمس فيصبحوا كمن مسه الشيطان وذلك بان قلوبهم وعقولهم اصبحت متعلقة بحركة أموالهم وأسهمهم صعودا وهبوطا وكثيرا ما نجد من يفقد عقله وحياته بسبب ازمة ماليه حلت به وكما شابه وذلك تحقيقا لقوله تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة ح‌- بعد أن محق الله ما ربى في أموال الناس بالباطل والسحت يمحق الله سبحانه وتعالى اصول اموال المرابين كما حدث فى الأزمة المالية العالمية الحالية ، حيث يبدأ العامة والمقترضون في التعثر في سداد القروض وفوائدها ثم يضطرون في النهاية الى التوقف عن السداد كليةً فإما أن تضيع قيمة القروض المتبقية بالكلية او تتجمد ارصدة المرابون والبنوك في صورة ممتلكات او عقارات ليس لها سوق ولا تأتي بقيمتها الأصلية التي تغطي قيمة القروض وتتعثر في البنوك في توفير السيولة فتضطر الى إعلان افلاسها وبالتالي افلاس المودعين بهذه البنوك ويتحقق قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276) سورة البقرة وهكذا يمد الله سبحانه وتعالى للكافرين مدا حتى يظنوا انهم ملكوا الدنيا فيأتي عقاب الله سبحانه وتعالى فينقلب بهم الحال من اكثر الوان الرفاهية الى الفقر فيكون العقاب بذلك اقسى واشد {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) } سورة المؤمنون إخواني في الله .. إحذركم ونفسي من معصية الله حتى لا يصيبكنا غضبه ونندم يوم لا ينفع الندم واعلموا ان ما نفعل فاننا محاسبون عليه ومهما طال الأمد فإن عقاب الله سيطال العصاة فى الدنيا والآخرة ولنحذر ربكم كما حذرنا سبحانه وتعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} (30) سورة آل عمران اعتذر عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حسام الباجوري
  • حفصة رزق

      منذ
    [[أعجبني:]] الله اكبر .. الله اكبر على كل من قسى وتكبر .. الله اكبر من امريكا ومن كل الكافرين
  • محمد الحكمي

      منذ
    [[أعجبني:]] ياليت تنشر على بعض المواقع الليبرالية والمعادية للشرع والمعجبة بالغرب ليرو مايحل بمن عادى الله وأولياؤه
  • ابو وحيد

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم اؤيد ما جاء في مقال الكاتب فان ما احدثته امريكا ي العالم في فظيع جدا فهي واليهود معا لم يقيموا اي اعتبار لأي اخلاق او حضارة او اي معنى انساني وهذا ليس جديدا على حياة وطريقة اليهود منذ بدء التاريخ..لقد شاهدت صورا لوزراء مالية امريكا وبعض الدول الاوروبية االاخرى واسرائيل يخرجون من اخر اجتماع لهم قبل رمضان وهو يضحكون ويقولون : هنيئا لنا فقد جوعنا العالم كله وصاروا تحت حكمنا.. ولم يمض ايام على هذا الكلام حتى بدأ الانهيار العالمي. ان ربك لبالمرصاد..نعم انها خطايا جرائم الصليبيين في العراق وافغانستان وفلسطين وكل اماكن في العالم.قال الشاعر : اذا تم أمر بدا نقصه ترقب زوالا اذا قيل تم
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] لا تحفر الحفرة وتغرقها انت الدى تقع فيها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً