إحياء - (321) سُنَّة دعاء الخوف

منذ 2015-05-12

يعيش المسلم في صراعات كثيرة وقد يجتمع عليه أعداؤه فيُخَوِّفونه ويُشْعِرونه بالضعف وقلَّة الحيلة ويُعَلِّمنا الله عز وجل في كتابه الوسيلة الأمثل..

يعيش المسلم في صراعات كثيرة في رحلة حياته، وقد يجتمع عليه أعداؤه فيُخَوِّفونه ويُشْعِرونه بالضعف وقلَّة الحيلة، ويُعَلِّمنا الله عز وجل في كتابه الوسيلة الأمثل لدفع مثل هذا الشعور السلبي، فقد قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 36]، فالحلُّ الأمثل هو الاعتماد على الله، والتوجُّه إليه، فكلُّ مَنْ نخاف هم دون الله عز وجل، والله وحده هو الذي يكفي عباده، ويحميهم، ويدافع عنهم؛ لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُذَكِّرنا بهذه الحقيقة عند الخوف من أحدٍ أيًّا كان؛ فجاءت له -صلى الله عليه وسلم- أدعية كلها يدور حول هذا المعنى، فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ».

وروى ابن حبان -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَهْلَ بَيْتِهِ، فَقَالَ: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

وفي رواية أبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ -أَوْ فِي الْكَرْبِ-؟ أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

وروى أحمد والبزار -وقال الألباني: صحيح- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ هَلْ مِنْ شَيْءٍ نَقُولُهُ، فَقَدْ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا». قَالَ: «فَضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَ أَعْدَائِهِ بِالرِّيحِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالرِّيحِ».

فلنحفظ هذه الأدعية، ولنستشعر معانيها، ولنعرف أن الكون كله بيد الله عز وجل، ولا راد لقضائه، ولا تنسوا شعارنا قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 15
  • 1
  • 43,311
المقال السابق
(320) سُنَّة قول حَسْبِي الله
المقال التالي
(322) سُنَّة الاستئذان بالسلام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً