إحياء - (322) سُنَّة الاستئذان بالسلام

منذ 2015-05-12

من آداب الإسلام الرفيعة أدب الاستئذان؛ ويفعله البالغون إذا أرادوا الدخول على أحدٍ، وفي اليوم الذي يكبر فيه الطفل يُلْزِمْه الإسلام بالاستئذان..

من آداب الإسلام الرفيعة أدب الاستئذان؛ ويفعله البالغون إذا أرادوا الدخول على أحدٍ، وفي اليوم الذي يكبر فيه الطفل يُلْزِمْه الإسلام بالاستئذان؛ فقد قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور:59]، فالمجتمع المسلم يحرص على هذا الخُلُق الجميل، وله في ذلك سُنن وآداب..

ومن السُّنَّة النبوية أن يكون الاستئذان عن طريق إلقاء السلام، فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن كَلَدَةَ بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ رضي الله عنه بَعَثَهُ بِلَبَنٍ وَلِبَأٍ [1] وَضَغَابِيسَ [2] إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الوَادِي، قَالَ: "فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟». وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ".

وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ: «لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ، أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ»".

فالاستئذان بالسلام ليس مجرَّد تنبيه إنما هو حسنات وأجر؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عِشْرُونَ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُونَ»".

فلْتكن هذه هي طريقتنا في الاستئذان، ولْنحمل السلام لكل مجتمعاتنا.

ولا تنسوا شعارنا قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] اللبأ: أَوّلُ الأَلْبانِ عِنْدَ الوِلادةِ، وأَكثرُ مَا يَكُونُ ثلاثَ حَلْباتٍ وأَقله حَلْبةٌ. ولَبأَتِ الشاةُ ولَدَها أَي أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ.
[2] الضغابيس جمع الضغبوس: وهو القثاءة الصَّغِيرَة، والقثاءة واحدة القثاء وهو نوع من الْبِطِّيخ نباتي قريب من الْخِيَار لكنه أطول وَاسم جنس لما يُسمى بِمصْر الْخِيَار والعجور والفقوس.

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 4
  • 0
  • 4,508
المقال السابق
(321) سُنَّة دعاء الخوف
المقال التالي
(323) سُنَّة الحياء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً