مع القرآن - مؤمنو كل أمة في كنف الله

منذ 2015-05-27

أتى محمد صلى الله عليه وسلم فأصبح الباب الأوحد للدخول إلى ملكوت الله تعالى، فلا إيمان صحيح إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه، فهو خاتم الأنبياء وشريعته ناسخة لكل الشرائع، فمحمد هو الامتداد الحقيقي لجميع الرسل والأنبياء ومؤمنو أمته هم الامتداد الطبيعي لمؤمني سائر الأمم السابقة.

المؤمنون من كل الأمم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم مع مؤمني هذه الأمة، يمثلون الخير والصلاح على كوكب الأرض، كل من آمن بنبيه واتبعه وعمل صالحًا فلم يكفر أو يكذب فلا خوف عليه ولا حزن..

حتى أتى محمد صلى الله عليه وسلم فأصبح الباب الأوحد للدخول إلى ملكوت الله تعالى، فلا إيمان صحيح إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه، فهو خاتم الأنبياء وشريعته ناسخة لكل الشرائع، فمحمد هو الامتداد الحقيقي لجميع الرسل والأنبياء ومؤمنو أمته هم الامتداد الطبيعي لمؤمني سائر الأمم السابقة. 

وقد كفل الله لهم في حال الإيمان والعمل الصالح بذهاب الخوف من كل شيء، فهم في كنف الملك. 
وكذا ذهاب الحزن، فأمر مؤمن كله خير في السراء مثاب مع الشكر وفي الضراء مثاب مع الصبر، ويكفيهم أن دار السعادة في انتظارهم أجمعين. 

اللهم اجعلنا منهم ومعهم بمنك وعفوك وكرمك يا رب العالمين. 
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62].

قال العلامة السعدي رحمه الله :
"وهذا الحكم على أهل الكتاب خاصة، لأن الصابئين، الصحيح أنهم من جملة فرق النصارى، فأخبر الله أن المؤمنين من هذه الأمة، واليهود والنصارى، والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر، وصدقوا رسلهم، فإن لهم الأجر العظيم والأمن، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأما من كفر منهم بالله ورسله واليوم الآخر، فهو بضد هذه الحال، فعليه الخوف والحزن.

والصحيح أن هذا الحكم بين هذه الطوائف من حيث هم، لا بالنسبة إلى الإيمان بمحمد، فإن هذا إخبار عنهم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وأن هذا مضمون أحوالهم، وهذه طريقة القرآن إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام، فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم، لأنه تنزيل مَنْ يعلم الأشياء قبل وجودها، ومَنْ رحمته وسعت كل شيء.

وذلك -والله أعلم- أنه لما ذكر بني إسرائيل وذمهم، وذكر معاصيهم وقبائحهم، ربما وقع في بعض النفوس أنهم كلهم يشملهم الذم، فأراد الباري تعالى أن يبين من لم يلحقه الذم منهم بوصفه، ولما كان أيضًا ذكر بني إسرائيل خاصة يوهم الاختصاص بهم ذكر تعالى حكمًا عامًا يشمل الطوائف كلها، ليتضح الحق، ويزول التوهم والإشكال، فسبحان من أودع في كتابه ما يبهر عقول العالمين".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 2,625
المقال السابق
إياكم وكفران النعم
المقال التالي
خذوا ما آتيناكم بقوة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً