مع القرآن - فهي كالحجارة أو أشد قشوة

منذ 2015-05-28

موعظة بعد موعظة ولا تأثير! إمهال بعد إمهال والنتيجة إصرار واستكبار! إصرار على العناد ومبارزة الخالق بالمعاصي، وتهاون بعقابه واغترار بالدنيا وزخرفها.. والنتيجة الحتمية؟ قلوب كالحجارة أو أشد قشوة!

موعظة بعد موعظة ولا تأثير!
إمهال بعد إمهال والنتيجة إصرار واستكبار!
إصرار على العناد ومبارزة الخالق بالمعاصي، وتهاون بعقابه واغترار بالدنيا وزخرفها.. 
والنتيجة الحتمية؟

قال ابن كثير رحمه الله:
"{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة من الآية:74]، أي: اشتدت وغلظت، فلم تؤثر فيها الموعظة، {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [البقرة من الآية:74]، أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم، لأن ما شاهدتم، مما يوجب رقة القلب وانقياده، ثم وصف قسوتها بأنها {كَالْحِجَارَةِ} [البقرة من الآية:74]، التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار، ذاب بخلاف الأحجار.

وقوله: {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة من الآية:74] أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست (أو) بمعنى (بل)، ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة من الآية:74]، فبهذه الأمور فضلت قلوبكم. ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة من الآية:74]، بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها، وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.

واعلم أن كثيرًا من المفسرين رحمهم الله قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرًا لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرًا لكتاب الله قطعًا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم».

فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكًا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها معاني لكتاب الله، مقطوعًا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,264
المقال السابق
جزاء المعتدين: نكالاً وموعظة للمتقين
المقال التالي
{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً