كان خلقه القرآن - عقوبة الزنا

منذ 2015-06-01

لم حذرنا الله وشدد العقوبة في هذه الجريمة؟ لأنها كبيرة من الكبائر التي تشتهي النفس المريضة فعلها، ولها خطر عظيم على الفرد والمجتمع والأسر، لأنها الجريمة التي لا تقف عند حد فاعلها، بل تلحق أهله وعائلته، وقد كان العرب قديمًا وحتى قبل البعثة يعتبرون الزنا أمرًا مشينًا ومهينًا..

{سورة أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ . الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور:1-3].

الآيات (1-3) من سورة النور اقرأ الآيات على جمهورك.
خواطر حول الآية:
سورة النور ابتدأها الله بقوله سورة أنزلناها وفرضنها، فالله سبحانه وتعالى فرض علينا أن نطبق الأحكام والشرائع الواردة في هذه السورة؛ لأنها ستتناول عدة موضوعات في غاية الخطورة، وأول قضية تناولتها السورة قضية (الزنا) فتحدث الله عن عقوبة الزاني والزانية، وأنه يجب علينا أن نطبق هذا الحد، بل ويكون في العلانية ليشهده مجموعة كبيرة من المؤمنين، ليعرف الناس حكم الله في الزنا فيكون أردع لهم. 

لم حذرنا الله وشدد العقوبة في هذه الجريمة؟ 
لأنها كبيرة من الكبائر التي تشتهي النفس المريضة فعلها، ولها خطر عظيم على الفرد والمجتمع والأسر، لأنها الجريمة التي لا تقف عند حد فاعلها، بل تلحق أهله وعائلته، وقد كان العرب قديمًا وحتى قبل البعثة يعتبرون الزنا أمرًا مشينًا ومهينًا، فحينما كان رسول الله يعلمهم ويعاهدهم على الحفاظ على الفروج قالت إحداهن: "أو تزنى الحرة"، يعني أنه أمر مستنكر، لا يمكن أن يحدث وإن حدث فسيكون نادرًا، فلم هذا التشديد في الحكم والتنويه على خطورته، طالما أن العرب أصلاَ ينكرونه؟ 

كما قلت وأكرر دائمًا: هذه التساؤلات للوقوف على العبر والدروس من الآيات، وليس اعتراضًا والعياذ بالله على قضاء الله وحكمه. 

بداية لنؤكد أن هذا القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، وليس خاصًا بفترة زمنية بعينها، وما أحوج الأمة الآن إلى هذه الآيات، والله ما أحوجنا إلى أن نعرف خطورة الزنا وحقارة فاعله، وعقوبة ذلك في الدنيا والآخرة، خاصة مع انتشاره وسهولة الوصول إليه بين الطلبة والشباب والمتزوجين، بل أعاذنا الله وإياكم بين المحارم، الأمر خطير ويحتاج إلى وقفة وعودة على الله. 

وكل يوم ومع انتشار العري على الإنترنت وفي وسائل الإعلام نجد من يعتبر ذلك أمرًا عاديًا، بل وصحيًا والعياذ بالله، وكنت أتناقش مع مسلم يقول لي: "الزنا محرم للحفاظ على عدم اختلاط الأنساب ما رأيك الآن يمكن أن نستخدم العوازل الطبية أيكون مباحًا؟!". 

ليعلم هذا وأمثاله أن علة الأمر أنه أمر، واجتهاداتنا في معرف العلة لا يؤثر في الحكم الشرعي، فهذه الآيات عندما نقرأها ونقرأ تأكيد الله على فرضية أحكام هذه السورة بالذات نتأكد أن الله هو عالم الغيب، ويعلم أنه سيأتي زمان يستحل الناس هذه الفعلة الشنيعة. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليَكوننَّ مِن أمَّتي أقوامٌ يستَحلُّونَ الحِرَ والحريرَ، والخَمرَ والمعازفَ» (من حديث البخاري)، وقال الله: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [االإسراء:32].
أسأل الله أن يحفظنا وكل المسلمين.

دعوة للتدبر (يعقبها نقاش حول كيفية تطبيقها).
أعط لجمهورك فترة 5 دقائق أو كما ترى لتدبر الآية كنوع من التدريب على التدبر، ثم اسألهم على أي شيء توصلوا وكيف يمكنهم تنفيذها 

الواجب التربوي: (كيف نطبقها في حياتنا؟).
• قطع الصلة بكل ما يثير الشهوة (وخاصة الإنترنت والمواقع المدمرة). 
• الاستعانة بالله تعالى على حفظ الفرج وغض البصر. 
• عدم الاقتراب من الزنا امتثالاً لأمر الله. 
• الابتعاد عن الأماكن المختلطة وأصدقاء السوء. 
• عدم الخلوة بأي امرأة أجنبية مهما كان السبب.

الدعوة والنشر (أخبر جمهورك).
لا تكتفِ بالسماع وفقط. 
رجاء دون ملاحظات حول ما تعلمته عبر هاتفك أو عبر قلمك وشاركه مع الآخرين، بالطريقة التي تراها أكثر تأثيراً لا تنس: (الدال على الخير كفاعله).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

سعد الدين فاضل

كاتب إسلامي مصري

  • 12
  • 0
  • 161,603
المقال السابق
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}
المقال التالي
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً