احذر معاقبة من تحتك من زوجة وخادم وولد بلا ذنب‬!

أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي

الحساب في الأخرة بمثاقيل الذر‬، ولن يجاوز جسر جهنم ظالم، حتى اللطمة يقتص منها، فالعاقل هو الذي يحذر أن يعطي حسناته في الأخرة لغيرة، ويجتنب معاقبة زوجة وولد وخادم بلا ذنب، أو العقوبة على ذنبهم يفوق عصيانهم، أو كان الذنب لم يبلغ حد العقوبة.

  • التصنيفات: تزكية النفس - محاسن الأخلاق -

الذنب لم يبلغ حد العقوبة‬..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم؛ كان كفافا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم؛ كان فضلا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم؛ اقتص لهم منك الفضل».

فتنحى الرجل وجعل يبكي ويهتف -يصيح- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما تقرأ قول الله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47]» فقال الرجل: والله يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم أحرار كلهم" (رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب).
‫‏ 
قلت: فإن الحساب في الأخرة بمثاقيل الذر‬، ولن يجاوز جسر جهنم ظالم، حتى اللطمة يقتص منها، فالعاقل هو الذي يحذر أن يعطي حسناته في الأخرة لغيرة، ويجتنب معاقبة زوجة وولد وخادم بلا ذنب، أو العقوبة على ذنبهم يفوق عصيانهم، أو كان الذنب لم يبلغ حد العقوبة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام