مِن حقِّ نفسك عليك أنْ لا تجعلها موطنًا لليأس

منذ 2015-07-28

تأكد أنك حين تنكسر لن يرحمك بعد الله سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك، وﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ، ﻭﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ يعوضني ﺧﻴﺮًﺍ، فالعناية بالنفس وحمايتها ضرورة ملحة، فلا تعطي اﻷحداث فوق ما تستحق.

إن اليأس حين يُسيطر على النفس البشرية يشعر الفرد بالضياع والإحباط، فكل الأشياء التي من حولنا ليست سيئة وليست جيدة، وليست إيجابية ولا سلبية، لكن نحن الذين نصبغها بهذه الصبغة، ونشكل لون حياتنا وطعمها بحلوها ومرها، فالعديد منا يلقي اللوم على الحياة فيما يشكو منهُ، فيَدَعُ اليأس يعشش في نفسه مما يتعبه كثيرًا ويفقده قواه، هنا تكمن ضرورة تجديد الأمل في النفس وإحياءه بكونه ربيع مزهر.

فما هي الدوافع التي تؤدي إلى استوطان اليأس في النفس البشرية؟ 
وما هي الطرق الفعالة المقترحة للعلاج من هذه الآفة الفتاكة؟ 
وأين تكمل أهمية حضور الأمل في حياة الإنسان؟ 
وكيف يُبنى الأمل داخل النفس؟
     
إن الكثيرين منّا للآسف مصّرين على مخاصمة الأمل في إصرار غريب، فهم يتهيبون القدر وكأنه ينصب لهم فخًا ويخاصمون الحياة والسعادة، ويرفضون أي دعوة للتفاؤل والفرح، فالإنسان هو من يصنع بأيديه ذلك، ولا عذر له فيما يفعل تجاه ذاته، لأنه من حق نفسه عليه أن يعتني بها ويحافظ عليها ولا يجعلها في عداد الأموات وهي ما زالت على قيد الحياة!

تأكد أنك حين تنكسر لن يرحمك بعد الله سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك، وﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ، ﻭﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ يعوضني ﺧﻴﺮًﺍ، فالعناية بالنفس وحمايتها ضرورة ملحة، فلا تعطي اﻷحداث فوق ما تستحق.

اجعل من نفسك إنسانًا إيجابيًا، فالاشخاص الأكثر قوة هم من مروا بالأزمات وتعرضوا للخسائر، يملؤهم الطموح ومفعمون بالحيوية.. قف معي للحظات! لا تعتقد أن وجودك داخل غلاف اليأس سيفيدك ويستعطف قلوب الناس عليك، حاول أن تُسعد ذاتك، فلنفسك عليك حق اسعدها.

لا تيأس مشكلتك لها حل.
لا تيأس ستبتسم لك الحياة يومًا ما.
لا تيأس إن كنت تريد النجاح رغم الفشل، حاول وكرر المحاولة مرة أخرى.
لا تيأس إن كنت فقيرًا أو مريضًا، فمن المحن تتولد المنح.
لا تيأس فالنصر قادم.

لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكًا وقوة، فالصبر الصبر.
لا تيأس من حياةٍ أبكت قلبك وقُل يا الله عوضني خيرًا، فالحزن يرحل بسجدة والفرحة تأتي بدعوة.
لا تيأس وانظر إلى الجانب المشرق واصنع مستقبلك، إن لليأس دوافع متعددة تأثر سلبيًا على حياة المرء؛ وخصوصًا لمن استسلم وانقاد له، ومن هذه الأسباب أذكر أهمها وهي:

استعجالُ الأمور.
لنعلم أنّ المستعجلين هم أقصر الناس نَفَسًا، وأسرعهم يأسًا، وذلك عندما لا تجري الأمور على هواهم، أو حسب ما يتمنون ويحبون ويشتهون. 

عدم تعليق القلوب بالأمل في الله. 
عندما نَرُد كل أمر يواجهنا في حياتنا إلى الله، ونزنه بميزان السماء لا بموازين الأرض، فإننا لن نيأس مطلقًا، بل ستبقى قلوبنا معلَقة بالأمل في الله خالقنا وحده لا شريك له، ومدبر الأمر كله.

تعميم المواقف السلبية.                                                                                                        قد يواجه المرء مواقف فردية سلبية من بعض الناس، فيتخذ منها موقفًا سلبيًا، ثم يعمم ذلك على كل ما يواجهه في حياته، وكأن الناس كلهم بعضهم مثل بعض، أي: حين ييأس الشخص من مجموعة أو شخص آخر لموقف سلبي بدر منه فإنه يعمم يأسه هذا على مواقفه من كل الناس الذين يعيش معهم أو يلتقي بهم، وبذلك يتخذ موقفًا عامًا لابتلائه بموقف خاص!  

يعتبر اليأس من الأمراض التي تصيب النفس فتجعلها تقف وتعجز عن إدراك المعالي، ولهذا كان من الضروري إيجاد علاج فعال لهذا الوباء المزمن من خلال طرق فعالة يمكن اتباعها للتخلص من اليأس، والتي يمكن أن تجمل في هذه النقط الأساسية:

الاعتماد على النفس وتنمية الثقة بالذات.
الأخذ بالأسباب المشروعة.
الإيمان بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في شتى مجالات الحياة. 
الاتعاظ بتجارب الغير، وكيف استطاعوا تحدي ومقاومة الصعاب والشدائد.
اليقين بأن الاستسلام لليأس لا يجنى منه إلا الويلات.

إن ملئ النفس بالأمل يزيل اليأس من القلوب، ويلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل، فالميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل، وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار.

ينبغي إدراك أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار، بدافع من العزيمة، تحت غطاء من التفائل. 
فكم ظلمنا أنفسنا عندما أسقطنا فشلنا على ظروف الحياة، وشكونا من صعوبتها ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلًا أمام الضعيف فقط، أما قوي الإيمان خصوصًا فلا يركن لهذا ويشق طريق حياته رغم كل هذا.

بوجود الأمل تتغذى النفس مثل الزرع الذي يروى بالمطر، فبدون الأمل لم نكن لنقوم من فراشنا في الصباح ونذهب لدراستنا أملًا في النجاح أو العمل لنصل إلى مكانه مرموقة.. 

الأمل مهم لأسباب متنوعة في كونه: يحفز أفعالنا للوصول لنتائج إيجابية، يساعد على تفريغ الضغط علينا، مهم في تقوية جهاز المناعة، فعال في تحسين العلاقات الاجتماعية، يخلق السعادة ببساطة، يوسع ويبني العقل.

وبناء الأمل في النفس يحتاج إلى: الثقة والطمأنينة.
ثق أن كل شيء سيكون على ما يرام، فلا تدع عقلك يفكك الأمل داخلك، ولا تدع تصرفات أو كلمات الآخرين تحبط الأمل بداخلك، تأكد أنك بغض النظر عما حدث في الماضي، وعن وضعك الحالي وما تعتقد ليكون في مستقبلك، ليس هناك من سبب يمنع آمالك أن تتحقق غيرك أنت إذا فقدته، اطمئن فطبيعة الأشياء في بداياتها تكون صعبة، لكنها بالعزيمة والإصرار تصبح سهلة، وبعدها يمكنك تحقيق ولو جزء من أحلامك حتى لو لم تكن على أكمل وجه، لكنك ستكون فرحًا بما أنجزت وسيدفعك الأمل على تحقيق الباقي وبالصورة التي تمنيتها بل وربما أفضل.

الصبر:
كن صبورًا في الأوقات التي تشعر فيها بالإحباط أو بالخوف أو بعدم التأكد، وما إلى ذلك.. 
اعمل أقل واسترح أكثر، النفس تحتاج إلى وقت لاستعادة الأمل والمشاعر الإيجابية التي تأتي معه ولا تتسرع، افهم حقيقة مشاعرك واسمح لنفسك أن تكون على بينة من الواقع، لتتبين لك احتياجاتك في التعامل مع الحياة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أمين أمكاح

كاتب و باحث إسلامي: كاتب مهتم بالشأن التربوي، وبالمواضيع ذات الصلة بكل ما يتعلق بتطوير الذات والبنية الفكرية. باحث في القيم والتواصل؛ متخصص في دراسة سلوك المراهق.

  • 31
  • 2
  • 41,042

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً