المرجفون في المدينة

منذ 2009-01-04

قلوبهم مريضة بحب (الشهوات) مليئة بظلمات (الشبهات)، تفوح منهم رائحة الفواحش، ويشككون في ثوابت الأمة ومعتقداتها، ثم بعد هذا يزعمون أنهم حريصون على الإسلام وأهله،

كارثة غزة التي تعصف بأمتنا الإسلامية هذه الأيام كشفت أقنعة كثيرة، وأماطت اللثام عن الكثيرين ممن يزعم أنه من أمتنا الإسلامية وهو في الحقيقة عدو متربص بها، يتظاهر بالإسلام ويصلي مع المؤمنين أحيانا بكسل، ويرائي ببعض الأذكار وشعائر الإسلام ليوهم السذج أنه جزء من جسد هذه الأمة.

هؤلاء هم في الحقيقة (جراثيم) تعيش في الجسد الإسلامي، لتوهنه وتضعفه خدمة لأسيادها من (أهل الكتاب)، إذا وجدت فرصة للنيل من أهل الإسلام لم يتوانوا ولم يتأخروا، بل يبحثون عن كل مصيبة تقع على المسلمين ليظهروا الشماتة بهم، {إِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا} [سورة آل عمران: 120]، وإذا أصاب المسلمين عز ونصر أصابهم الهم والحزن!!.

هذه الفئة تجدها منبهرة باليهود والنصارى، تتمنى الانتماء اليهم، وتفتخر بالاتصال بهم والاعتزاز بهم، ولاؤهم (للكفار) وبراؤهم من (المؤمنين)!!، بل وتحرض (اليهود) على ضرب المؤمنين الموحدين وقتال المجاهدين الصادقين، ثم بعد هذا يشهدون الشهادتين!!، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [سورة المنافقون: 1].

أقلامهم سيوف موجهة لصفوف المجاهدين، ألسنتهم حداد على أهل الدين والدعاة الصادقين، مقالاتهم تنشر في جرائد بني صهيون، وتتصدر شبكاتهم الإلكترونية، وتنشر بين أشد الناس عداوة للذين آمنوا لترفع معنوياتهم، فهم إخوان وأولياء يقودهم إبليس في جيش الشياطين {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [سورة الحشر: 11].

هؤلاء منتشرون في وسائل الإعلام، ومؤسسات التعليم، ودهاليز السياسة، هم الطابور الخامس، وهم عملاء بني صهيون المدسوسون في عالمنا الإسلامي، يغيظهم أن يروا المسلمين على قلب واحد، يحاولون بكل طاقاتهم إثارة الفرقة بين أبناء هذه الأمة {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [سورة التوبة: 47]، فيضربون بلداً ببلد وشعبا بشعب، ويذكرون بخلافات قديمة ليحرشوا بين المسلمين، كما فعل إمامهم (شاس بن قيس)، والمصيبة أنه {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [سورة التوبة: 47].

قلوبهم مريضة بحب (الشهوات) مليئة بظلمات (الشبهات)، تفوح منهم رائحة الفواحش، ويشككون في ثوابت الأمة ومعتقداتها، ثم بعد هذا يزعمون أنهم حريصون على الإسلام وأهله، {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [سورة البقرة: 10].

لا يرفعون رؤوسهم ولا يصرحون بخبثهم إلا اذا رأوا في المسلمين ضعفا وذلا، فاذا رأوا قوة في المسلمين أخرسوا يبحثون عن المغانم والمكاسب، يزعمون دوما أنه لن يكون هناك أي نصر للمسلمين، ويسخرون من بشارات النصر النبوية، ويحاولون إقناع الجماهير أنه لا عز لهذه الأمة إلا إذا اتبعت اليهود والنصارى ويرددون دوما {مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [سورة الأحزاب: 12].

يهولون من قدرة الكافرين، ويكذبون في قراءة الأحداث، ويزورون التاريخ كذبا وبهتانا ليفتوا من عضد الأمة ويوهنوها، إرجافهم بات مكشوفا، وكذبهم صار مفضوحا، قصده أن تستسلم الأمة لأعدائها، لكنهم في النهاية سيهزمون، وسيلعنهم اللاعنون، فهذه سنة الله في الخلق {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [سورة الأحزاب: 60-62].









المصدر: طريق الإيمان

نبيل بن علي العوضي

داعية مشارك في إدارة الوعظ والثقافة في وزارة الأوقاف الكويتية

  • 10
  • 0
  • 23,148
  • د.حسن

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا !
  • اسامه العمير

      منذ
    [[أعجبني:]] التشخيص السليم للوضع الراهن,واسأل الله التبات لقواعد الاسلام في كل مكان ولا ازيد عن هلا جعلنا عنوان نفرتنا الا (ان العزه لله ولرسوله وللمؤمنين)؟ (وقل اعملوا فسيرى الله اعمالكم....الايه)..وجزىالله خير من صدق قوله بالعمل.. [[لم يعجبني:]] مايكون لنا الا ان نقول ليسى لنا الخيرى من بعد امره تعالى وهديه (ص)..ومن قال غير ذلك فهو من طائفه اهل النفاق والتربص الذين هم بعدد اكله القصعه..حفظ الله اهله وخاصته النافرين فيه عز جاره وجل تنائه منهم.
  • زهراء

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اذا كان الله معك فلا تكثرث بالحتالة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً