الحُجَّة على العباد، بالنصوص لا بالرؤوس

منذ 2015-08-18

الحُجَّة على العباد .. بالنصوص لا بالرؤوس!! فدَع التقليد إلا من ضرورة!!

الحُجَّة على العباد .. بالنصوص لا بالرؤوس!!
فدَع التقليد إلا من ضرورة!!

قال الشوكانيّ رحمه الله: "ولم يبعث الله إلى هذه الأمة، إلا نبيًّا واحدًا أمرهم باتباعه، ونهى عن مخالفته، فقال: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر:7].

ولو كان محض رأي أئمة المذاهب وأتباعهم؛ حجةً على العباد؛ لكان لهذه الأمة رسلٌ كثيرون متعددون، بعدد أهل الرأي المُكلِّفين للناس بما لم يكلفهم الله به!!

وإن من أعجب الغفلة، وأعظم الذهول عن الحق؛ اختيار المُقلّدة لآراء الرجال، مع وجود كتاب الله، ووجود سُنّة رسوله، ووجود من يأخذونهما عنه، ووجود آلة الفهم لديهم، وملكة العقل عندهم" (انظر: فتح القدير).

قلتُ:
فالذَّمّ هاهنا متوجّه، لمَن ملَك آلةَ العلم وأدواته، ثم هو يُصرّ على التقليد الأعمى، والذي لا يَعبأ معه، بمخالفة من يقلّده، للنصوص الصريحة، والبيّنات الواضحة!!

فيتّبعه اليوم على تحريم الحرام، ويُقلّده غدًا في تحليله .. هو هو!

ومثلُه قادرٌ على التمييز والترجيح والتخريج!!

ولله دَرُّ ابن القيّم رحمه الله، إذ يُحذّر من مثل ذا، قائلًا: "ولكن التقليد يُعمي عن إدراك الحقائق، فإياك والإخلاد إلى أرضه" (انظر: بدائع الفوائد).

وأما تقليد العامّة، ومن ليس له حظٌّ من التمييز؛ لمن يثقون بدينِه؛ فأمرهم واسع، ولا تثريب عليهم، ما كان إمامهُم مُتّبعًا للدليل الصحيح، وما لم يُخالف الحقّ البيّن، وقد ظهر لهم من غير طريقه!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 0
  • 0
  • 607

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً