فوارق - بين ما كان يعتقده المرء آنفًا، وبين ما صار يعتقده بعدها بساعات!

منذ 2015-09-06

ما الذي يجعل الإنسان يغير قناعاته بأوهى المبررات أو بغير مبررات أو حتى قبل صدور المبررات لمجرد أنه يثق في إنسان آخر غير معصوم ولا مزكَّى بوحي منزل؟!

وأحيانا يذوب ‫‏الفارق بين ما كان يعتقده المرء آنفًا وينافح عنه، وبين ما صار يعتقده بعدها بساعات بل أحيانًا بلحظات وأيضًا ينافح عنه!

تلك الساعات واللحظات هي التي فصلت بين وجود أمر وقرار من متبوعه وبين عدم وجود ذلك الأمر أو التوجيه.

والسؤال المحير فعلا: ما الذي يجعل الإنسان يغير قناعاته بأوهى المبررات أو بغير مبررات أو حتى قبل صدور المبررات لمجرد أنه يثق في إنسان آخر غير معصوم ولا مزكَّى بوحي منزل؟!

ما الذي يدفعه وهو ليس بجاهل ولا عامي ولا غبي أحمق لأن يلغي كل ذلك ويتبع إنسانًا ما -مهما كان قدره عنده- اتباعًا مطلقًا فيفعل في لحظات ما كان يهاجمه قبل لحظات، ويقع فيما كان ينكره منذ فترة ويقترف ما كان يتنزه عنه يومًا ما، ويغير قناعته بين عشية وضحاها، ويتحول ما كان يراه باطلًا إلى عين الحق، وما كان يراه حقًا إلى عين الباطل لمجرد أن متبوعه قد قرر أو أمر؟!!

والأشد إثارة للدهشة والحيرة هي تلك الدوافع الغامضة التي تؤدي بمقلد -والمقلد أعمى كما هو مستقر ومعلوم- لأن ينافح ويناضل ويسب ويحقر كل من ينتقد الرأي الذي يقلده وينهش مخالفي هذا الرأي بكل عنف ويرميهم بالجهل وعدم الإدراك بكل قسوة وإصرار وكأنه هو صاحب الرأي وليس مجرد مقلد؟!

والعجيب أنه يفعل ذلك بنفس القوة والحماسة التي كان ليستعملها لو كان القرار المتخذ هو المقابل لما ينافح عنه الآن!!

هل هو الحب الذي يعمي ويصم؟!! أم هي شيكات ثقة موقعة على بياض تنص على أن هؤلاء الموقعين أدناه سيوافقون دائمًا وأبدًا على أي شيء وعلى كل شيء؟!

إن كانوا وقعوا تلك الشيكات أو قرروا أن يعميهم حبهم ويصمهم فهم أحرار في أنفسهم، لكن ما ذنب الآخرين الذين لم تزل لهم إرادة ولم يتنازلوا بعد عن حقهم في التفكير والنظر؟

أسئلة محيرة ربما لن تجد لها مجيبًا طالما ظل الفارق مطموسًا بين الاحترام والتقدير والتعاون وبين الاتباع الأعمى والتقليد الكامل والمطلق.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,406
المقال السابق
‏فارق‬ بين كون الشيء صعبا وبين أن نظنه كذلك
المقال التالي
بين العدو والمدعو!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً