التوبة أسلوب حياة
إذا انطفَأت كلُّ الأنوار، فاعلم أنَّ هناك مصباحًا لا يَنطفئ حتى تَموت؛ هو مصباح التوبة
التوبة أسلوب حياة
كتبته: أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فللطَّاعة لذةٌ لا يعلمها إلا من جرَّبها، لذة تشعر معها بحلاوة الإيمان، والأُنس بالقرب من الله عز وجل، وحتى تدومَ تلك اللذة فلا بد من مُعاهدة القلب في كل لحظةٍ وحين، والمداومة على تطهيره من الأدران التي ستُصيبه لا محالة باقترافه للذنوب والخطايا؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [1].
وقال صلى الله عليه وسلم: « » [2].
وقال صلى الله عليه وسلم: « » [3].
والذَّنب: هو فِعلُ أيِّ شيء نَهى الله ورسولُه عنه، أو تركُ أيِّ شيء أمرَ الله ورسولُه به؛ لأنه بذلك اختار لنفسه غيرَ ما اختاره الله ورسولُه له.
يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا } [الأحزاب: 36].
ويقول تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } [الجن: 23].
وقد توعَّد الشيطانُ بإغوائنا، ولكن الله وعدَه باستمراره في غُفران ذنوبنا ما دُمنا نَتوب ونستغفر؛ كما ورَد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » [4].
والذنوب نوعان:
1- كبائر:وهي كل ذنب يترتَّب عليه حدٌّ في الدنيا أو وعيدٌ في الآخرة؛ كالشِّرك بالله وترك الصلاة، وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، وظُلم النِّساء وأكل مال اليتيم، والكذب والزِّنى، والرِّشوة والرِّبى، وتَصديق الكهَنة والسَّحَرة، واتهام الأبرياء، ومحبة الكفار، والتَّحاكم إلى غير شرع الله... وغيرها.
2- صغائر:وهي كل ذنب لم يوجِب حدًّا في الدنيا أو وعيدًا في الآخرة، وكان قليلَ المفسَدة؛ كإدخال النَّجاسة بالمسجد، والصلاة وقت الكراهة، والعبث والالتفات في الصلوات، والصوم في يوم منهيٍّ عنه، والأكل من طعامِ مَن كان غالبُ ماله حرامًا، والخلوة بالأجنبية، والنظر المحرَّم، وهجر المسلم فوق ثلاث بدون عذر، وكثرة الخصومة، والاستماع للغيبة، وابتداء الكافر بالسلام، والاستماع للهو وآلات العزف، وإفشاء السر، وإخلاف الوعد، والتعصب، وسفر المرأة بدون محرَم... وغيرها.
وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من الاستخفاف بهذه الصَّغائر حين قال: « » [5].
وللتوبة من الذنوب عامة شروط لا بد من تحقيقها:
1- الإخلاص لله في التوبة.
2- النَّدم على ما اقترف من المعاصي؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [6].
3- الإقلاع عن الذنب؛ لأنه يَستحيل التوبة مع الاستمرار في الذنب.
4- العزم على عدم العودة للذنب.
5- التحلُّل من أصحاب الحق إذا كانت المعصية فيها تَعدٍّ على الحقوق، أو إرجاع الحق لأصحابه إن أمكن ذلك.
يقول الشيخ ابنُ باز رحمه الله في الفرق بين السيِّئة والخطيئة والذنب: "السيئة والخطيئة والذنب كلُّها بمعنًى واحد، وكلها مِن المعاصي، فما جاء في النُّصوص من ذنوبٍ وسيئاتٍ وخطايا فهذا معناه ما يفعله العبد من الجريمة، لكن قد تطلق الخطيئة على ما كان من غير تَعمُّد، أو النسيان؛ كما قال تعالى: { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، قد يسمى الشيء خطأً يعني أنه وَقَع بغير قصد أو نسيان، ويسمى الذنب خطيئة، ويسمَّى سيئة، ويسمى ذنبًا"[7].
ومِن رحمة الله أنه لم يجعل التوبة من الذنب مُقتصِرةً على ترديد الاستغفار؛ بل جعل الله التوبة أسلوبَ حياة إذا أخلَصْنا النية لله، واحتسبنا الأجر قبل القيام بالأعمال؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « » [8].
"والفرق بين الاستغفار والتوبة: أن الاستغفار طلبُ المغفرة بالدعاء والتوبةِ أو غيرِهما من الطاعة، والتوبة: الندمُ على الخطيئة، مع العزم على ترك المعاودة؛ فلا يجوز الاستغفار مع الإصرار"[9].
ويقول أ. د. ناصر العمر: "لذلك ينبغي أن تكون التوبة بالقلب وليس باللسان فقط؛ فكثيرٌ من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرًا، ولو تدبَّر قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } [الكهف: 28] لأدرك السرَّ في ذلك؛ حيث يَذكر اللهَ بلسانه مع غفلة قلبه، فهل يُنتظَر أثرٌ لذاكرٍ هذه حالُه؟!" ا.ه.
كيف تكون التوبة أسلوب حياة؟
تكون التوبة أسلوبَ حياة حين ترتبط بأغلب أعمالنا اليوميَّة؛ مِن أكل وشرب، ووضوء وصلاة، وزيارة المرضى والتقاء الأصدقاء... وغيرها؛ فالله عز وجل منَحَنا من وسائل التوبة والاستغفار ما يجعلنا لا ننام إلا وقد غُفِرت جميعُ ذنوبنا في ذلك اليوم.
فدعونا نتأمل بعضًا من وسائل التوبة والاستغفار.
الأذان:
ومِن أجمل ما وجَدتُ أن أكثر مواضع التوبة تتعلَّق بالصلاة؛ (كالوضوء، والأذان، والصلاة، وأذكار بعد الصلاة، وقيام الليل...)، فقلت: سبحانك ربي! جعلتَ الصلاة مصدرَ راحتنا، ووسيلةَ تواصُلنا معك وقربنا منك، وكذلك جعَلتَها بابًا واسعًا للتوبة والتكفير عن كل الذنوب.
فالأذان هو نداء الله عز وجل للقلوب؛ لِتُقبِل عليه وتتقرب منه، فتبتعد عن التفكير في الدنيا ومشاغلها؛ لتبدأ في الاستعداد للصلاة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [10]، فالصلاة راحةٌ من الهموم والآلام.
فتتلقَّى نداء الله بالاستماع والإنصات، والترديد خلف المؤذن بقلبك قبل لسانك؛ امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « » [11].
ثم ترديدُ الشهادتين والإقرار بأنَّك رضيتَ بالله ربًّا وبمحمد رسولاً وبالاسلام دينًا، فيَجزيك الله بأن يغفر لك جميعَ ذنوبك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [12].
الوضوء:
وبعد الأذان تتَوجَّه بقلبٍ خاشع للتوضُّؤ؛ استعدادًا للوقوف بين يدي الله عز وجل، متيقِّنًا أن الله سيغفر لك خطاياك التي اقترفَتْها جوارحُك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[13].
وتيقَّن أنَّك بإسباغك الوضوءَ وإقبالك على الصلاة بقلبك وجوارحك؛ فإن الله سيغفر لك ذنوبك، وسيرزقك بالجنة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[14].
الصلاة:
والآن حان الوقتُ للوقوف بين يدي الله عز وجل؛ حبًّا وشوقًا إليه وخشية منه، حتى لو كنتَ بمُفرَدِك على رأس جبل، فيغفر الله لك؛ لخشيتك إياه، ويُدخلك الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[15].
ويتجدَّد اللقاء خمسَ مرَّات على مدار اليوم؛ ليتجدد القُرب من الله عز وجل، ويتجدد عهد الله بغفران الذنوب؛ فقد قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (( ))[16].
وحين تبدأ الصلاة وبعد أن تقول: الله أكبر، تستفح بالدعاء لله أن يُطهِّرك من الخطايا كما ورَد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (( ))[17].
ومع كل ركوع وسجود كان يردِّد: (( ))[18].
ثم يُنهي صلاته بطُمأنينة، ويبقى في مجلسه تحفُّه الملائكة وتدعو له؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( ))[19].
ومع كل صلاة يَغفر الله لك الذنوبَ التي سبَقَتها؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( ))[20].
وحين سأل ثوبانُ رضي الله عنه مولى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحبِّ الأعمال إلى الله، قال: (( ))[21].
أذكار بعد الصلاة:
وبعد انتهائه من الصلاة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يَستغفر الله؛ لجبرِ أيِّ قُصور صدَر منه بالصلاة؛ كان إذا انصرَف من صلاته استغفرَ ثلاثًا ثم قال: (( ))[22].
ثم يبدأ في ترديد الأذكار؛ رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ))[23].
ألا يَكفي كلُّ هذا لتبييَّن عِظمَ شأن الصلاة وأهميتها، وأهمية إعطائها حقَّها من الوقت والخشوع والتضرُّع بين يدي الله عز وجل لتكون سببًا في غفران الذنوب!
قيام الليل:
وهو دَأب الصَّالحين، لا يُوفَّق إليه إلا مَن وفَّقه الله؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( ))[24].
ففيه يتنزل الله عز وجل تنزيلاً يليق بجلاله؛ ليلبِّي حاجةَ عباده المقربين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[25].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[26].
الجمعة:
وهو يومُ عيدٍ للمسلمين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[27].
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير عن فضل يوم الجمعة وصلاتها، فقال: (( ))[28].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[29].
ثم يمرُّ اليوم بعد ذلك بأحداثه المتفرقة، والتي تشمل الكثير من وسائل التوبة والاستغفار:
الخلاء:
هو أول مكان ندخله حين الاستيقاظ من النوم، وكذلك آخر مكان نذهب إليه قبل الذهاب إلى النوم، بالإضافة إلى دخوله عدة مرات خلال اليوم نُحرَم فيها من ذِكر الله؛ لذا علَّمنا رسولنا الاستغفارَ من انقطاعنا عن الذِّكر بترديد كلمة ((غفرانك))؛ لما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرَج مِن الخلاء قال: ((غفرانَك))[30].
الطعام:
حين تبدأ طعامك بالبسملة ثم تلتهمه وتنتهي منه، فلا تحتاج سوى أن تحمد الله وتنسب الفضل إليه؛ ليغفر لك ذنبك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[31].
الملبس:
وفي كل مرة تُبدِّل ملابسَك ما عليك سوى حمدِ الله على فضله؛ ليغفر لك ما تقدم من ذنبك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[32].
الرفقاء:
وحينما تَلتقي بأحد المسلمين وتمدُّ يدك لمصافحته يَغفر الله لك ذنبَك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[33].
وقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[34].
وبعد الانتهاء من مَجلسِك والذي حتمًا ستتخلَّله بعض الذنوب - مِن لغوٍ وفضول الكلام وغيرهما - فما عليك سوى ترديد دعاء كفَّارة المجلس قبل أن تَقوم من مجلسك؛ فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلس إلا قال: (( ))، وقال: (( ))[35].
وكذلك الاهتمام ببذل السلام لمن نَعرف ومن لم نَعرف من موجبات المغفرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[36].
عيادة المريض:
وكما أنَّ لقاء الرُّفقاء في السَّراء سببٌ لغفران الذنوب، فكذلك زيارتهم في الضراء خاصة وقتَ احتياجهم النفسي والمعنوي للرفقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[37].
تنفيذ العقوبات:
كثيرون مَن يرتكبون الكبائرَ ويتعدَّون على حقوق الغير، لكن القلة القليلة التي تتَّقي الله وتخشاه وتعترف بالخطأ، وتقبل بتطبيق الحدود عليها في الدنيا؛ لذلك يَجزي الله عز وجل هذه القلة بجَعلِ الحدِّ كفَّارة لتلك الكبيرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( ))[38].
العُطاس:
العطاس هو إحدى نعم الله علينا؛ حيث تخرج الأبخرة المحتقنة في الدماغ؛ ولذلك وجَب علينا حمدُ الله عز وجل عليها، فيدعو لك المسلمون بالرحمة، فتَقوم في المقابل بالدعاء لنفسك ولهم بالمغفرة في جوٍّ يسوده الحبُّ والألفة، وتَلاقي الأرواح؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[39].
الابتلاء:
تمرُّ بنا الحياة بشتى أنواع الابتلاءات صغيرة وكبيرة، فيجعلها الله وسائلَ لتكفير الذنوب ورفعِ الدرجات؛ كلٌّ على حسب إيمانه، فتُنسينا حلاوةُ الأجر ما مرَرْنا به من مَرارة الصبر على البلاء؛ يقول ابن الجوزي: "ولو أنَّ ملِكًا قال لرجل فقير: كُلَّما ضربتُك بهذا العود اللطيف ضربة أعطيتُك ألف دينار - لأحَبَّ كثرة الضرب، لا لأنه لا يُؤلِم، ولكن لِمَا يَرجو مِن عاقبة، وإن أنكاه الضَّربُ، فكذلك السَّلَف تلَمَّحوا الثَّواب، فهان عليهم البلاء))[40].
ويقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي: المصائب نعمة لمن رُزِق الصبر، ولو عَلِم الإنسان ثواب صبره لأنساه ألم مصيبته؛ يقول تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر 10].
وقد وضَّح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأجور فقال: « » [41].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[42].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[43].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (( ))[44].
المرض والألم:
وكذلك المرَض والألم ابتلاءٌ مِن الله عز وجل؛ ليُكفِّر به الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[45].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[46].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ). وفي رواية: ((وإن قبضه غُفر له، وإن شفاه عسَلَه))[47].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[48].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[49].
أذكار النوم:
يأتي موعد النوم بعد يوم كامل من المشقة والعمل، يتخللها بعض الذنوب التي تصيب جوارحنا، فنحتاج إلى التطهُّر منها بالوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[50].
ثم تستعد للنوم فتنفض فراشك قبل أن تضطَجِع على شِقِّك الأيمن داعيًا الله عز وجل ومناجيًا إياه؛ ليغفر لك ذنبك ويحفظك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[51].
الاستغفار والدعاء:
ورغم وجود وسائلَ كثيرة في حياتنا اليومية للتوبة وتكفير الذنوب، ورغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أنقى القلوب وأطهر البشر - فإنَّه كان مهتمًّا جدًّا بترديد الاستغفار والدعاء والتوبة لله عز وجل؛ لجبر أيِّ تقصير صدر منه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[52].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليِّ بن أبي طالب: (( ))[53].
ورُوي أنَّ أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: (( ))[54].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[55].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأثير الرَّان على القلوب: (( : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14]))[56].
وقال صلى الله عليه وسلم في عجَبِ الله من المستغفرين ويَقينهم بالله: (( ))[57].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[58].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[59].
وقال صلى الله عليه وسلم في شأن صاحب الشِّمال وتأخُّره في تسجيل الذنوب: (( )[60].
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله كلَّ يوم أكثر من سبعين مرة: (( ))[61].
ومن الأذكار التي تَمحو جميع الخطايا ولو كانت مثلَ زبَد البحر: قوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[62].
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[63].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوبة من الرياء: (( ))[64].
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((ا )) [65].
(( ))[66].
(( ))[67].
المدح:
ولأن المَدح يولِّد العُجْب والكِبْر في الممدوح فقد كان الرَّجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا زُكِّي قال: (( )) [68].
الصلاة على رسول الله:
ومما يَزيدنا قربةً لله عز وجل أن نتذكر رسولَه صلى الله عليه وسلم ونُصلِّي عليه في كل وقت وحين؛ فعن أُبيِّ بن كعب أنه قال: ))[69].
الصدقة:
للصدقة عظيمُ الأثر في حياة المسلمين؛ سواء كانت صدقة تجد أثرَها في حياتك فتُطفِئ الخطيئة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[70].
أو صدقةً يستمرُّ أجرُها بعد مماتك، ومنها ولدٌ يَستغفر لك بعد مماتك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[71].
طلب العلم وتعليمه:
ولطلب العلم فضلٌ عظيم؛ يقول الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 9].
كيف لا والعلم هو ميراث الأنبياء وطريقٌ تسلكه إلى الجنة، فيُكرِمك الله بأن يَستغفر لك مَن في السَّموات ومَن في الأرض، وحتى الحيتان في جوف الماء؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[72].
ولم يَقتصر هذا الفضل على طالب العلم، بل امتدَّ لمن طلب العلم وعلَّمَه لغيره، فيستمر استغفارُ كل شيء لك حتى الحيتان في البحار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[73].
الشيب:
كثيرٌ منا يَحزن إذا ظهَر الشيب في رأسِه، لكن كيف يكون شعورهم لو عَلموا أن هذا الشيب سيَكون لهم نورًا يوم القيامة؟ يَقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[74].
وكما أنَّ للشيب فضلاً يوم القيامة فله فضلٌ أيضًا في الدنيا؛ حيث يَكتب الله لك بكلِّ شيبة حسنة ويحطُّ عنك بها خطئية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[75].
حسن تربية الأبناء:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[76].
ومِن رعيَّة المرأة أبناؤها وحسنُ تربيتهم، فمَن أحسن تربيةَ أبنائه كانوا له صدَقة جارية بعد مماته، ورُفعَت درجته بالجنة باستغفار أبنائه له؛ فعَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( ))[77].
إماطة الأذى عن الطريق:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[78].
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ))[79].
الإحسان إلى الحيوان:
أمرنا الله عز وجل بالعدل والإحسان في كل شيء، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))[80].
والعدل والإحسان يشمَلان الإنسانَ والحيوان، وكان مِن رحمته سبحانه وتعالى أن جَعل الإحسانَ للحيوان سببًا لمغفرة الذنوب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ))، قالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ قال: (( ))[81].
الخاتمة:
وما سبق هو قطرةٌ مِن غيثٍ في بحر الآيات والأحاديث التي تُعلِّمنا وسائل التوبة والاستغفار في حياتنا؛ مما يَجعلنا نتأمَّل: كيف لنا أن نَخرج من يومنا كلَّ ليلة مُحمَّلين بالذنوب وقد وهَبَنا الله عز وجل الكثيرَ من الوسائل المكفِّرة للخطايا، والرافعة للدرجات؟
فالصلاة وحدَها يَغفر الله لنا فيها ذُنوبَنا عدة مرات لو احتسَبْنا أجرَها الذي أخبرَنا به نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، بدءًا من الدعاء بعد الأذان، ثم الوضوء، ثم الذَّهاب إلى الصلاة، ثم دعاء الاستفتاح، ثم الركوع والسجود، ثم أذكار بعد الصلاة، في كلِّ خَطوة من هذه تُغفَر جميع ذنوبنا.
وصلاتنا هذه نؤدِّيها خمس مرات في اليوم، فكيف لو احتسَبْنا الأجور المذكورةَ في الأعمال الأخرى التي نَقوم بها كلَّ يوم؛ لنخرج كلَّ ليلة وقد غُفرَت جميعُ ذنوبنا ولو كانت مثل زبَدِ البحر؟!
همسة أخيرة:
"إذا انطفَأت كلُّ الأنوار، فاعلم أنَّ هناك مصباحًا لا يَنطفئ حتى تَموت؛ هو مصباح التوبة"[82].
فالله أفرحُ بتوبة عبده من أيِّ مخلوق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( ))[83].
وآخِر دَعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
________________________________________
[1]حسن: رواه الترمذي (2499).
[2]صحيح الجامع (5735).
[3]صحيح الجامع (7074 - 2403).
[4]صحيح الجامع (1650).
[5]صحيح الجامع (2686).
[6]صحيح الجامع (6803).
[7]الموقع الرسمي للشيخ ابن باز باختصار وتصرف بسيط.
[8]رواه البخاري ومسلم.
[9]أبو هلال العسكري في "الفروق اللغوية"، موقع إسلام ويب: فتوى (199931).
[10]صحيح الجامع (7892).
[11]رواه البخاري (611).
[12]صحيح: رواه ابن حبان (1693).
[13]صحيح الجامع (2724).
[14]صحيح الجامع (5802 - 1899).
[15]صحيح الجامع (8102 - 3181).
[16]صحيح الجامع (3242).
[17]رواه البخاري (6368).
[18]صحيح الجامع (4771).
[19]صحيح الجامع (6727 - 2292).
[20]صحيح الجامع (5689 - 1842).
[21]صحيح الجامع (4050).
[22]صحيح الجامع (4688).
[23]صحيح الجامع (7821 - 2919).
[24]صحيح الجامع (4079).
[25]صحيح الجامع (8021 - 3114).
[26]صحيح الجامع (6156 - 2047).
[27]حسن: رواه ابن ماجه (1098).
[28]صحيح الجامع (6179 - 2066).
[29]صحيح الجامع (6064 - 2005).
[30]صحيح: رواه ابن حبان (1444).
[31]صحيح الجامع (6086 - 2015).
[32]صحيح الجامع (6086 - 2015)، قال الشيخ الألباني رحمه الله: زيادة ((وما تأخر)) منكَرة لا شاهد لها.
[33]صحيح الجامع (5777).
[34]صحيح الجامع (5778).
[35]صحيح الجامع (4867).
[36]صحيح الجامع (2232).
[37]صحيح الجامع (5717).
[38]صحيح الجامع (6039).
[39]صحيح الجامع (686).
[40]مختصر منهاج القاصدين، صفحة 274.
[41]صحيح الجامع (992).
[42]صحيح الجامع (7732 - 2843).
[43]صحيح الجامع (5815 - 1908).
[44]صحيح الجامع (308).
[45]صحيح الجامع (1870).
[46]صحيح الجامع (1673).
[47]صحيح الأدب المفرد (386).
[48]صحيح الجامع (258 - 105).
[49]صحيح الجامع (1660).
[50]صحيح الجامع (3936).
[51]رواه مسلم (2714).
[52]صحيح الجامع (2415 - 1098).
[53]صحيح الجامع (2621).
[54]رواه البخاري (7387).
[55]صحيح الجامع (3674).
[56]صحيح الجامع (1670).
[57]صحيح الجامع (2069).
[58]صحيح الجامع (4330).
[59]صحيح الجامع (4338).
[60]صحيح الجامع (2097).
[61]صحيح الجامع (944 - 467).
[62]صحيح الجامع (6431).
[63]صحيح الجامع (5636 - 1818).
[64]حسن؛ صحيح الترغيب (36).
[65]رواه مسلم (2719).
[66]صحيح الجامع (1265).
[67]صحيح الجامع (1266).
[68]صحيح الأدب المفرد (585).
[69]حسن: رواه الترمذي (2457).
[70]صحيح الجامع (2951).
[71]صحيح الجامع (3602).
[72]صحيح الجامع (6297 - 2117).
[73]صحيح الجامع (5883).
[74]صحيح: الترغيب والترهيب (1290).
[75]صحيح الجامع (5760).
[76]رواه البخاري (2558).
[77]حسن: صحيح الأدب المفرد (27).
[78]رواه البخاري (13).
[79]صحيح الجامع (2874 - 1323).
[80]رواه مسلم (1955).
[81]رواه البخاري (2363).
[82]موقع وذَكِّر.
[83]رواه مسلم (2657).
- التصنيف: