التطبيق الغائب للإسلام

منذ 2015-09-18

أين شعوب العرب؟ غَلَت الدماء في عروق بني الأصفر والأحمر؛ ولم تتحرك الدماء في عروقكم؟ بالله عليكم هل أنتم إنسانيون؛ وهل تنتسبون إلي الإنسانية؟ّ

في بحث قام به مجموعة باحثين مسلمين وغير مسلمين من جامعة جورج واشنطن الأمريكية لترتيب الدول على أساس التزامها بمبادئ الإسلام خصوصاً في الجوانب الاقتصادية، والبحث اعتمد على مؤشرات كيفية تطبيق المبادئ التي أتى بها القرآن في الحياة الاجتماعية، ودراسة: هل الدول تلتزم بما يجب أن تقوم به؟ وطرق الحكم والحقوق السياسية وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية.

فَقَارَنُوا دساتير 218 دولة وأسس حكمها واقتصادياتها وتعامل الدولة مع المواطنين فيها، قارنوها مع 113 مبدأ إسلامي مستمد من القرآن الكريم والسنة تتعلق بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة والحرية الاقتصادية .. الخ

والنتيجة تؤكد: أن الكثير من الدول التي تُعرِّفُ نفسها بأنها دول إسلامية؛ لا تتَّبع في واقع الأمر مبادئ الإسلام؛ وليست الدول الإسلامية هي التي تحتل المراتب الأولى في الالتزام بالقرآن، وقد أصدروا قائمة أولى في عام 2010م لأكثر الدول اتباعاً لمبادئ الإسلام وقائمة محدثة لهذا العام 2015م.

وتحتل الصدارة في القائمة دول: ايرلندا؛ الدنمارك، لوكسمبورغ؛ السويد؛ و النرويج؛ كأكثر الدول التزاماً بمبادئ الإسلام وتأتي على رأس اللائحة. أما السعودية فهي الدولة رقم 91 في القائمة؛ وعموماً فإن معظم الدول الإسلامية في ذيل القائمة. الجدير بالذكر أنَّ إسرائيل جاءت رقم 27، واحتلت ماليزيا كأول دولة مسلمة المرتبة 33 تليها الكويت في المرتبة 42؛ وقطر في المرتبة 111 والمغرب في المرتبة 120 بينما جاءت مصر في المرتبة 128 وسوريا في المرتبة 168 وجاءت اليمن في المرتبة 180.

الواقع يشهد لهذا البحث:
فالدين الإسلامي عقيدة وهي ما يؤمن به ويعتقد فيه الشخص؛ وهي ما بين المرء وربه؛ وعبادة، وهي ما يمارسه المرء من شعائر، وأخلاق وسلوكيات ومعاملات، ومنها علاقة المرء بغيره من الأشخاص، وكذلك علاقة الحاكم بالمحكوم، وشكل ونظام الحكم، وفي كل هذا أرسى الإسلام مبادئ وأسسا يقوم عليها نظام الحياة، مثل الشورى؛ العدل؛ الحرية؛ المساواة؛ قبول الآخر والتعايش مع المخالف حتى في الدين؛ أما التفريعات ونظم الحياة تركها مرنة لتتناسب مع ظروف الحياة وطبيعة المجتمعات وتطوّر الزمان.

وأنظمة الحكم في بلاد المسلمين أخذوا من الدين الاسم والمظهر؛ فمسابقات للقرآن الكريم وإذاعات للقرآن الكريم؛ ووزارات للأوقاف وزخرفة المساجد؛ وفي الوقت ذاته؛ هم أعداء لمبادئ القرآن، يحاربون الشريعة وكل من يطالب بتطبيقها، فالقوانين عندنا يفترض أن تمنع الخمر؛ بينما يُسْكِرون شعوبهم في تيه الجهل وتغييب الوعي بالإعلام المأجور المضلل واللهث وراء لقمة العيش؛ وإن كانوا يسطِّرون دساتيرا بما لا يخالف شرع الله، لكنهم يعطِّلونها ويحكمون وفق أهوائهم بلا قانون.

والغرب أخذ مبادئ وتعاليم الإسلام وأقامها في بلاده وأنظمة حكمهم، من شوري وعدالة في توزيع الثروات وحرية الشعب في الاختيار وحرية الكلمة [يطبقون ما يطيب لهم منها].

فصدقت مقولة الإمام محمد عبده: "في أوروبا إسلام بلا مسلمين وفي بلادنا مسلمين بلا إسلام".

نعم هم مسلمون سلوكا وأخلاقا؛ ينقصهم قول لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ لهم أعلي مستوى دخل في العالم ولنا الفقر؛ نعيش علي القروض والمعونات والتخلف والمرض؛ هم دول العالم الأول ونحن دول العالم الثالث؛ تفوقنا في النازية والتنكيل بششعوبنا؛ حتى صار الكيان الصهيوني الغاصب أرحم من جيوش العرب ورجال داخليتهم.
عندهم الكرامة واحترام حقوق الإنسان والانتخابات الحرة النزيهة والتعددية الفكرية والمذهبية وعندنا السجن والاختفاء القصري والرصاص والغاز المسيل للدموع والغازات السامة والأسلحة المحرمة دوليا لمن يعارض النظام ولا ينتمي لحزب الحاكم بأمره.
جيوشهم علي ترسانة نووية وعلم وتكنولوجيا وجيوشنا تصنع المكرونة والكعك والبسكويت وتهجر أبناء شعوبهم.

عندهم الحرية والعدل والمساواة بين أفراد الوطن؛ والتوزيع العادل للثروات وعندنا الكبت والظلم والوساطة والمحاباة ودولة السادة من العسكر والشرطة والقضاة والعبيد من بقية الشعب؛ ولا يجوز لابن البواب أو الزبال أن يطمح في منصب من المناصب؛ فليست القضية بالكفاءة والعلم ولكن بالمحسوبية والمال؛ وعلي حسب إرضاء السادة عنك؛ فيوم أن عيّر أبو ذر بلالا بأمه السوداء؛ حكم عليه النبي صلي الله عليه وسلم بأن فيه جاهلية فنحن نعيش في جاهلية.  

نعم دول الغرب إسلامية؛ فلهم العلو ولنا الهوان؛ أصبحنا كالقصعة تكاثر عليها الأكلة.

ومصر قلب العالم؛ تحتضن الخونة أمثال دحلان المتورط في قتل قادة المقاومة الفلسطينية؛ وقَتْل ياسر عرفات؛ وثروته تقدر بملايين الدولارات نهبت من بلد محتل شعبه يعيش علي المعونات.

وتطارد العلماء والمفكرين؛ وخيرة شباب مصر في القبور أو السجون؛ ومن كان ذو حظ منهم فهو مشرد داخل البلاد أو خارجها أو قابع تحت البيادة لا صوت يعلو فوق صوت البيادة.

أما بلاد الغرب فبعد أن فاضت الخيرات في بلادها وشعوبها في رغد من العيش؛ فهي تستقبل اللاجئين العرب المسلمين! والله لقد أوجعني أن الشعوب الغربية عندها نخوة وغيرة وإنسانية؛ فقلوبهم حنَّت للسوريين بينما قلوب المسلمين كالحجارة أو هي أشد قسوة. 
مواطن أيزلاندي يبعث رسالة إلي وزير خارجية بلاده؛ يعرض عليه أن يقيم معه خمسة من اللاجئين فبيته يتسع لإيواء خمسة أفراد إضافيين؛ بعد أن علم أن بلاده ستستقبل خمسين لاجئنا؛ فأَحَبَّ أن يزيد العدد علي يده ليصبح خمسة وخمسين. وكاتبة أيزلاندية تقترح علي بلادها تعميم مثل هذه التجربة مساهمة في حل مشكلة اللاجئين؛ وللعلم أن عدد سكان هذا البلد ثلاث مائة ألف.

فأين أنتم يا عرب؟ أين أنتم يا أمة المليار ونصف؟

وحتى لا ننخدع؛ فقادة الغرب يَحِيكون الخطط لإشعال الحرب في بلاد المسلمين حتى تنتهي فيها مظاهر الحياة وتصبح ركاما؛ ومع ذلك يفتحون بلادهم لاستقبال اللاجئين؛ ليس حبا في الإسلام وأهله؛ بل مراعاة لحقوق الإنسان؛ وليس هذا أيضا حبا في حقوق الإنسان؛ لا؛ ولكن لأن شعوبهم التي تأتي بهم في الانتخابات تحترم حقوق الإنسان؛ هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى؛ يعملون علي ضمان وشراء ولاء هؤلاء اللاجئين؛ فبعد أن هجرتهم حكوماتهم وقتلت ذويهم وأغرقت أطفالهم؛ ولم تمتد لهم يد المسلمين وكان الغرب حضنا دافئا لهم، يد تطعم وأخرى تغطي وتؤوي، فمن يوالون ولمن ينتمون؟

فهم يعملون علي جعل هؤلاء مواطنين أصحاب ولاء أوروبي؛ ويعملون علي سلخهم من عروبتهم ومن إسلامهم. فلا عجب إن تنصَّر البعض منهم؛ ومن بقي يكون مسلما بالاسم؛ لأنه لم يجد في المسلمين معني الإسلام لم يجد فيهم إلا الاسم؛ شعارات تردد وادعات براقة؛ ولا شيء سوى الكلام؛ فقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (رواه مسلم)، وجدوه في شعوب الغرب ولم يجدوه بين بني عروبتهم ودينهم.

وإلا لِمَ لَمْ تنطق حكومات الغرب ببنت شفاه فيما يحدث لمسلمي بورما؟ والعذاب يكال كيلا ويُشْوُون في جحيم العنصرية وفاشية المسيحية؛ لأنه لا مصالح لهم هناك وما دامت الضحية مسلمة فأفواههم بكماء وآذانهم صماء وأعينهم مغمضه وأيديهم مغلولة.

ولِمَ لَمْ يَشُنُّوا حربا علي بشار كما شنُّوها علي صدام؟ خمس وعشرون دولة حشدت كل قواها بوارجها وطائراتها وصواريخها وعدتها وعتادها لتخريب العراق ونهبه.

بل يساندون بشار، ويداوُون من جُرح من شعبه، لأنهم وجدوا تكلفة الحرب عالية عليهم، فموَّلوا وساندوا من ينوب عنهم في تخريب سوريا.

وإسرائيل تفعل ما لا يخفي علي أحد؛ حتى حرقت الأطفال والبيوت علي أهلها وترعاها الأم الكبري أمريكا؛ والأم الصغرى مصر الانقلاب؛ والممول بيد سخية الإمارات؛ وكيف لا؟ وإسرائيل دولة جارة وصديقة؛ نقاتل أبناء ديننا ونحاصرهم ونجوعهم ونمنع عنهم الكساء والدواء لضمان سلامة الأمن القومي للصهاينة؛ أما حماس وغزة كلها فعدوة وإرهابية؛ نحاصرهم وندمر أي فرصة تمثل شريان حياة لهم وإسرائيل صديق.

بينما أمراء وملوك وسلاطين العرب يغرقون في الليالي الحمراء؛ وفضلات موائدهم في حفلات الرقص والسهر تكفي شعوبا؛ ويعملون علي قتل شعوبهم وتشريدهم؛ ورز بلاد الخليج لدعم الخونة والانقلابيين وخراب البلاد؛ السيسي في مصر وبشار في سورية وحفتر في ليبيا؛ وما خفي كان أعظم؛ فهم السبب الرئيس في تشريد هؤلاء اللاجئين.

أنتم السبب :
الشعوب العربية أنتم السسبب؛ وبالأخص شعوب الخليج؛ تائهون بين المتع والشهوات واكتناز الثروات والبترول؛ ولم تفكروا في محاسبة أمرائكم علي هذا التخاذل والخذي والعار؛ ونحن كشعوب سكتنا وتركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ رضينا بأن تُنْهَب ثرواتنا ومقدرات بلادنا لحفنة من عملاء الغرب والشرق؛ وقُتِل إخواننا أمام أعيننا فكتب الله علينا الذل والصغار؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِى مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»(رواه أبو داود وأحمد عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِىَّ)؛ فكيف بمن يخذل نفسه وأمته؟!

وقال أيضا: «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أحمد وحسنه السيوطي وعَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ).

ونعوذ بالله من فتنة وعذاب يعم الجميع؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلاَ يُنْكِرُوهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ» (رواه أحمد).

إذا انتشر المنكر بين الناس وأقروه ولم يحاولوا مقاومته، فهنا ينزل العذاب على العامة جزاءً وفاقًا؛ لأنهم لم تتغير وجوههم، ولم تحزن قلوبهم على حرمات الله المنتهكة. عَنْ أم المؤمنين زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ رضى الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِى تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ»(رواه البخاري).

فالإيجابية تحمي العامة من عذاب الله؛ حيث إنها تعد بمثابة الشمعة المضيئة التي تهدي الحيارى، وترشد التائهين إلى طريق رب العالمين.ففي الحديث «... كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَىِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً» (رواه أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ).

وأيضا «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ» (رواه أحمد  والترمذي وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ).

وكذلك: «إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِى تَهَابُ الْظَالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ» (قال أحمد شاكر إسناده صحيح وصححه السيوطي. من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو)

وإنما أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض: فمن يقول لك الحمد لله أننا لم نكن مثل سوريا والعراق؛ أتذكر أنه في يوم من الأيام كانت الشعوب العربية تقول الحمد لله أن رزقنا الله قائدا حكيما لم يسلك بنا طريق الحروب؛ فلم نكن مثل الصومال وفلسطين؛ وكانت وقتها العراق رابع أقوي جيش علي مستوي العالم؛ واليوم أُكِلَت العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان ومصر في ذات الطريق.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105]؛ وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ»؛ وَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِى ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لاَ يُغَيِّرُوا إِلاَّ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ» (رواه الترمذي وأبو داود وأحمد وصححه الألباني والسيوطي وأحمد شاكر والنووي).

أين شعوب العرب؟ غَلَت الدماء في عروق بني الأصفر والأحمر؛ ولم تتحرك الدماء في عروقكم؟ بالله عليكم هل أنتم إنسانيون، وهل تنتسبون إلى الإنسانية؟ّ

________________

أبو أنس
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 11,634

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً