سنوات من العمر لا نلقى لها بالًا الابنة على أعتاب المراهقة

منذ 2015-10-16

عندما تبلغ طفلتك العاشرة من عمرها فهي على وشك أن تترك مرحلة الطفولة، وعما قريب ستدخل في مرحلة من العمر لها من الأهمية ما لها. إن بداية أي مرحلة من مراحل عمر ابنتك غالبًا ما تحققي فيها النجاح إذا حددتي الهدف المأمول عند نهاية تلك المرحلة.. "ابدئي والغاية في ذهنك".. هذه واحدة من أهم قواعد النجاح.

عندما تبلغ طفلتك العاشرة من عمرها فهي على وشك أن تترك مرحلة الطفولة، وعما قريب ستدخل في مرحلة من العمر لها من الأهمية ما لها.

فهل أنتِ على استعداد للحفظ والرعاية والاستيعاب؟

هيا بنا أيتها الأم الواعية اليقظة نستعرض أهم الملامح، ونتجهز لبعض الأمور.. فاعلمي أنه:

أولًا: أن بداية أي مرحلة من مراحل عمر ابنتك غالبًا ما تحققي فيها النجاح إذا حددتي الهدف المأمول عند نهاية تلك المرحلة.. "ابدئي والغاية في ذهنك".. هذه واحدة من أهم قواعد النجاح.

ثانيًا: عندما تبدأ طفلتك في وضع قدمها على أول خطوة من مرحلتها الجديدة والتي يطلقون عليها (مرحلة المراهقة) كوني حريصة على أن تخرجي أنتِ وابنتك من هذه المرحلة الحساسة وأنتما صديقتان، صديقتان بمعنى الكلمة، فحرصك الدائم من البداية على بناء وتطوير الصداقة معها والحفاظ عليها بكل طريقة سيعينك كثيرًا في معالجة تفاصيل مرحلة المراهقة.

ثالثًا: ابنتك مع خطواتها الأولى كفتاة ستصبح إنسانًا مكتملًا مكلفًا من قبل الخالق عز وجل، هذه القاعدة عليكِ أن تُرسيها وتعدى لها من الآن، فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعلم أولادنا الصلاة التي هي أولى التكاليف منذ السابعة، وأن نضربهم عليها في العاشرة، وهذا للتدريب على الالتزام بالفرائض. وقد ذكر بعض علمائنا أن الضرب ما هو إلا وسيلة لتأدية الغاية (الصلاة) والمداومة عليها.

رابعًا: غالبًا ما تعانى الابنة الصغيرة في السنوات الثلاث أو الأربع قبل الوصول إلى سن المراهقة من حيرة وتردد فأحيانًا هي طفلة صغيرة بريئة تلعب مع الأطفال، ولا تشعر بأي حرج، وأحيانًا أخرى يبدو عليها أنها لم تعد تريد أن تكون طفلة وتتحرج كثيرًا من أن تُعامل كذلك، وتحاول بكل جهدها في بعض الأحيان أن ترفض اللعب مع الجنس الآخر من الأطفال حتى الأقارب.. فإياك أن تخالفيها، بل كوني مؤيدة لها حين تمارس طفولتها ومؤيدة لها كذلك إذا رفضت طفولتها وتطلعت إلى الفتيات اللاتي هن أكبر منها لتبدو كأنها فتاة مثلهن، واحذري أن تحتجي عليها بما يبدو تناقضًا.. فمشاعرها في هذه المرحلة عبارة عن تقلب طبيعي بين طفولة راحلة ومراهقة متسللة.

خامسًا: أيتها الأم الحبيبة، أنتِ الصدر الحنون لهذه الفتاة الصغيرة، أنتِ صمام الأمان لها، لابد أن يترسخ ذلك في عقلها الصغير، إن قلبها مملوء بالحب لك والاقتناع بك فإياك أن تريها ولو على سبيل المزاح أنك تتأففي من علاقتها بالآخرين، فأنت عينيها، وعليكِ التوجيه بأنسب ما تستطيعين، واعلمي أن من أهم المشكلات التي تواجهها أنها تريد أن تحوز إعجاب والدها، فأنتِ كما يقولون في جيبها وملكها، وإنما المشكلة في هذا الأب فعينها عليه، كل كلمة مدح منه تُحفر في وجدانها، وكل لوم منه لها يصيب قلبها، وأي إشارة أو تعليق منه على تصرف منها يختزن في ذاكرتها، وأنتِ في كل ذلك الصقر الحارس لصغاره، والعصفور الحاني على أفرخه.. تضبطي الأمور وتصححي الأقوال بذكائك ومهاراتك، وتضمدي الجراح، بدون تدخل سافر منك حتى تؤتى الثمرة أكلها.

سادسًا: تحرص الفتاة كل الحرص على كسب ود وصداقة أبيها بأي ثمن، فإياك والغيرة أو الرفض، بل عليكِ المصاحبة والإعانة.

سابعًا: احرصي أن تعلميها كيف تقوم ببعض الواجبات المنزلية الخفيفة خاصة التي تنال بها إعجاب هذا الوالد، فإن كان الوالد يسعد حين يراها تساعدك فأريها وأريه ذلك.

ثامنًا: اعلمي أنها إذا رأت منك غضب أو تضجر من والدها فإنها ستقع في حيرة قد تعصف بقلبها الصغير. فأنت الأمان لها، وهو الذي تريد أن تحظى بإعجابه.. فليكن شعارك في مرحلة المراهقة "المشاكل الزوجية لنا نعالجها بعيداً عن صغارنا.. ولصغارنا الحنان والرفق والدعم بكل أنواعه".

تاسعًا: علمي أطفالك خاصة في هذه المرحلة كيف يكونون أصدقاء وتجمعهم الأخوة والمودة في ظل دفء الأسرة، وازرعي بداخل فتاتك كيف تكون هي المحور لنجاح علاقة الإخوة خاصة إذا كانت هي أكبر أبنائك.

عاشرًا: مع الحرص على أن تكوني أنت ابنتك في النهاية الصديقتين الحقيقتين إلا أن عليكِ مهمة ضرورية وهي أن تعينيها على معرفة كيف تنسج الصداقات الطيبة في هذه المرحلة، وكيف تختار الصديقات، وإلى أي حد تساير المجموعة، فأنتِ الموجهة لها وستجنيان أنتِ وهي معًا ثمرة الصداقة.

تلك عشرة كاملة.
والله أسأل أن يحفظ بنات المسلمين ويسعدهن ويقر بهن العيون.

 

تهاني الشروني

  • 3
  • 0
  • 2,237

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً