مع القرآن - أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

منذ 2015-11-10

أوتوا نصيباً من العلم يدركون بها أحكام الله 
بل قد يأكلوا بها(بالشريعة) في الدنيا و ينالوا بها الوجاهة 
ثم : لما طولبوا بتطبيق حكم الله تولوا و انتكسوا  و أنكروه و أعرضوا و ابتعدوا و كانوا في صفوف الظالمين .
عجباً و تباً : أتنالون به الدنيا دون أدنى رغبة حقيقية في تطبيقه و العمل به و الدعوة الحقيقية إليه .
و السؤال الأهم : هل ستستمر لكم دنياكم ووجاهتكم التي نلتموها بتمسحكم بكتاب الله و شرعه رغم انتكاسكم عن تطبيقه ؟؟
إطلاقأ 
فالقادم أصعب و أكثر مرارة و أشد وقعاً :
قال الله :
{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } . [ آل عمران ]

فيا ظالم لنفسه أفق ..فلتذهب الوجاهة و لتذهب الزخارف إلى الجحيم و ليبق حبل الله موصول 
تأمل و أفق قبل أن تعض أسنان الندامة و قد فات الأوان  :
قال الله : 
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ . فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } . [آل عمران 23-25 ] . 
قال العلامة السعدي رحمه الله 
يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب الذين أنعم الله عليهم بكتابه، فكان يجب أن يكونوا أقوم الناس به وأسرعهم انقيادا لأحكامه، فأخبر الله عنهم أنهم إذا دعوا إلى حكم الكتاب تولى فريق منهم وهم يعرضون، تولوا بأبدانهم، وأعرضوا بقلوبهم، وهذا غاية الذم، وفي ضمنها التحذير لنا أن نفعل كفعلهم، فيصيبنا من الذم والعقاب ما أصابهم، بل الواجب على كل أحد إذا دعي إلى كتاب الله أن يسمع ويطيع وينقاد، كما قال تعالى { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } والسبب الذي غر أهل الكتاب بتجرئهم على معاصي الله هو قولهم { لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } .
افتروا هذا القول فظنوه حقيقة فعملوا على ذلك ولم ينزجروا عن المحارم، لأن أنفسهم منتهم وغرتهم أن مآلهم إلى الجنة، وكذبوا في ذلك، فإن هذا مجرد كذب وافتراء، وإنما مآلهم شر مآل، وعاقبتهم عاقبة وخيمة، فلهذا قال تعالى { فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه } .
أبو الهيثم

 

  • 0
  • 0
  • 732
المقال السابق
قتلة الأولياء
المقال التالي
لله الحكمة البالغة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً