مع القرآن - كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ

منذ 2015-12-03

متقدمون 
حضاريون
متفوقون
أخذوا أسباب النجاح في دنياهم 
(نعم كل هذا صحيح )  ........ و لكن ؟؟؟
هم أخذوا بأسباب الدنيا و أنت لم تأخذ .
أما الآخرة التي نسوها تماماً فلا تظن أنها نسخة من الدنيا , أي :ليس كل من نجح هنا سينجح هناك ..فالله يختبرهم بالزخارف و الغرور .
وهذا لا يعني أن يترك المسلم أسباب الدنيا
و لكن المقصود أن يلتمس المعالي في الآخرة بالتمسك بحبل الله و العمل الصالح .
و إلا فأموال الكفار و نجاحهم في الدنيا لن يغني عنهم يقيناً
بل ستكون حسرات و حسرات 
فاللهم سلم سلم 
قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [آل عمران  116 - 117] .
قال السعدي رحمه الله :
يخبر تعالى أن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا، أي: لا تدفع عنهم شيئا من عذاب الله، ولا تجدي عليهم شيئا من ثواب الله، كما قال تعالى: { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا } بل تكون أموالهم وأولادهم زادا لهم إلى النار، وحجة عليهم في زيادة نعم الله عليهم، تقتضي منهم شكرها، ويعاقبون على عدم القيام بها وعلى كفرها، ولهذا قال: { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
ثم ضرب مثلا لما ينفقه الكفار من أموالهم التي يصدون بها عن سبيل الله ويستعينون بها على إطفاء نور الله، بأنها تبطل وتضمحل، كمن زرع زرعا يرجو نتيجته ويؤمل إدراك ريعه، فبينما هو كذلك إذ أصابته ريح فيها صر، أي: برد شديد محرق، فأهلكت زرعه، ولم يحصل له إلا التعب والعناء وزيادة الأسف، فكذلك هؤلاء الكفار الذين قال الله فيهم: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون } { وما ظلمهم الله } بإبطال أعمالهم { ولكن } كانوا { أنفسهم يظلمون } حيث كفروا بآيات الله وكذبوا رسوله وحرصوا على إطفاء نور الله، هذه الأمور هي التي أحبطت أعمالهم وذهبت بأموالهم، ثم قال تعالى:
أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 2,739
المقال السابق
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
المقال التالي
لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً