نعمت الوصية

كان حب عمر رضي الله عنه وأرضاه لعبد الله بن العباس معروف؛ وقد قربه عمر منه و كان يستشيره لما يعلم من علمه وحكمته وحصافته؛ بل كان يباهي به كبار الصحابة.
وعبد الله بن عباس (ترجمان القرآن) كان جديراً بهذه الثقة؛ فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلمه الله التأويل ويفقهه في الدين. فكان أعلم الناس بتأويل كتاب الله وأفقه الصحابة رضي الله عنه.

فلما علم العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه و سلم مكانة ابنه من أمير المؤمنين عمر كانت هذه الوصية الجامعة التي ينبغي على كل مسلم أن يعمل بها و يعلمه لبنيه: (قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله رضي الله عنه: يا بني، إن أمير المؤمنين يدنيك -يعني عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه- فاحفظ عني ثلاثًا: لا تفشينَّ له سرًّا، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا، ولا يطَّلعنَّ منك على كذبة) [رواه أحمد و ابن أبي شيبة].