مع القرآن - علامتان لموت القلب

منذ 2016-01-03

فرحه بالمعصية علامة على موت قلبه
و طلبه الحمد و الثناء مقابل ما لا يفعل علامة أخرى 
و العلامتان بمثابة المقدمات لاستحقاق العذاب الأليم .
أما الأولى : فقد يعصي الإنسان لضعف ثم يندم و يشعر بمرارة الذنب فيتوب ثم قد يغلبه ضعفه فيتكرر الذنب و هو نادم يحاول الفكاك ..و هذا نرجو له من الله أن يوفقه لتوبة نصوح يقلع معها من ذنبه , أما أن يفرح العبد بالذنب فهذا خرق في القلب و خطر على العبد شديد قد يؤدي به إلى استحلال الذنب المودي إلى الكفر عياذاً بالله ...فانتبه !!
و أما الثانية : فقد يتكاسل الإنسان عن فعل خير أو يبخل ثم يستحيي من نفسه و يستحيي من ربه ..بل قد يستحيي من الناس .
أما أن يتظاهر بما لم يفعل و يطلب ثناء الناس و هو يعلم أن الله يراه و يعلم بحاله فهذا قد أبعد المذهب و نأى بنفسه إلى طلب مرضاة الناس دون حساب لمرضاة الله .
قال تعالى : 
{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . [آل عمران 188] . 
قال السعدي في تفسيره :
ثم قال تعالى: { لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا } أي: من القبائح والباطل القولي والفعلي.
{ ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } أي: بالخير الذي لم يفعلوه، والحق الذي لم يقولوه، فجمعوا بين فعل الشر وقوله، والفرح بذلك ومحبة أن يحمدوا على فعل الخير الذي ما فعلوه.
{ فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب } أي: بمحل نجوة منه وسلامة، بل قد استحقوه، وسيصيرون إليه، ولهذا قال: { ولهم عذاب أليم } .
ويدخل في هذه الآية الكريمة أهل الكتاب الذين فرحوا بما عندهم من العلم، ولم ينقادوا للرسول، وزعموا أنهم هم المحقون في حالهم ومقالهم، وكذلك كل من ابتدع بدعة قولية أو فعلية، وفرح بها، ودعا إليها، وزعم أنه محق وغيره مبطل، كما هو الواقع من أهل البدع.
ودلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة، التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه، كما قال إبراهيم عليه السلام: { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } وقال: { سلام على نوح في العالمين، إنا كذلك نجزي المحسنين } وقد قال عباد الرحمن: { واجعلنا للمتقين إماما } وهي من نعم الباري على عبده، ومننه التي تحتاج إلى الشكر.
أبو الهيثم

  • 0
  • 0
  • 1,255
المقال السابق
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
المقال التالي
دواء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً