لا تمسك يدك

منذ 2016-01-09

لا يدري المسكين أنه عندما يمسك يده عن الإحسان إنما يمسك عن نفسه أبواب خير و رزق و تعويض إلهي لا يتخيله .
و كلما أطلق يده بالخير فتحت له أبواب خير و رزق لا يتخيلها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، قد اضطرت  (قال في مرقاة المفاتيح : اضطرت أي ألصقت ) أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشي أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما همَّ بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة مكانها، قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: بإصبعه في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا توسع. متفق عليه .
قال ابن القيم في الوابل الصيب تعليقًا على هذا الحديث: (لما كان البخيل محبوسًا عن الإحسان، ممنوعًا عن البرِّ والخير، وكان جزاؤه من جنس عمله؛ فهو ضيق الصدر، ممنوع من الانشراح، ضيق العطن، صغير النفس، قليل الفرح، كثير الهمِّ والغمِّ والحزن، لا يكاد تقضى له حاجة، ولا يعان على مطلوب، فهو كرجل عليه جبة من حديد قد جمعت يداه إلى عنقه، بحيث لا يتمكن من إخراجها ولا حركتها، وكلما أراد إخراجها أو توسيع تلك الجبة؛ لزمت كلُّ حلقة من حلقها موضعها، وهكذا البخيل كلما أراد أن يتصدق منعه بخله فبقي قلبه في سجنه كما هو) 
أبو الهيثم 

  • 1
  • 1
  • 1,403

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً