مع القرآن - رِئَاءَ النَّاسِ

منذ 2016-01-18

أنفق من حر ماله و أخرج من نفقة عياله و لكن من أجل الناس و حتى يقال فلان المنفق الجواد .
و النتيجة : حبوط للعمل و ذهاب للأجر و ذهاب للمال بلا ثواب بل عقاب ووزر و فساد قلب .
فياهذا أخلص عملك لله و لا تجعل للشيطان نصيباً منه .
و تفكر في نيتك و عالجها و أصلحها قبل أي عمل .
قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا } [النساء 38] .
قال السعدي في تفسيره :
ثم أخبر عن النفقة الصادرة عن رياء وسمعة وعدم إيمان به فقال: { وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ } أي: ليروهم ويمدحوهم ويعظموهم { وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ } أي: ليس إنفاقهم صادرا عن إخلاص وإيمان بالله ورجاء ثوابه. أي: فهذا من خطوات الشيطان وأعماله التي يدعو حزبه إليها ليكونوا من أصحاب السعير. وصدرت منهم بسبب مقارنته لهم وأزهم إليها فلهذا قال: { وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا } أي: بئس المقارن والصاحب الذي يريد إهلاك من قارنه ويسعى فيه أشد السعي.
فكما أن من بخل بما آتاه الله، وكتم ما مَنَّ به الله عليه عاص آثم مخالف لربه، فكذلك من أنفق وتعبد لغير الله فإنه آثم عاص لربه مستوجب للعقوبة، لأن الله إنما أمر بطاعته وامتثال أمره على وجه الإخلاص، كما قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } فهذا العمل المقبول الذي يستحق صاحبه المدح والثواب .
أبو الهيثم

  • 2
  • 0
  • 9,031
المقال السابق
شريعة الإحسان
المقال التالي
جمال العتاب و قوة الحجة: الإيمان و الإنفاق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً