أحب الله لكن قلبي لاهٍ عنه

منذ 2016-03-03

الحب الحقيقي ليس مجرد كلام بل يجب أن يُترجم إلى أفعال.

سألتني قائلة: أحب الله وأشتاق إليه وأرغب في القرب منه؛ لكن حين أقف بين يديه في الصلاة، أجد نفسي مشغولة عنه. وحين أمسك مصحفي لأتلو آياته، أجد ذهني بعيدا عن كلماته. ولا أعلم ما السبب؟ ولا أدري أين الحل؟

فأجبتها مستعينة بالله:
الحب الحقيقي ليس مجرد كلام بل يجب أن يُترجم إلى أفعال.
وكونك تجدين قلبك لاهٍ في صلاتك وتلاوتك فهذا دليل على ضعف حبك لله عز وجل.
فحينما نتأمل الحب من المنظور البشري، نجد أنه كلما زاد الحب كلما انشغل القلب بالمحبوب عن كل من سواه حتى تجدي المحب وكأنه في عالم آخر منفصل عن الواقع.
فما بالك لو كان المحبوب هو الله عز وجل؟

كلنا يَدَّعِي المحبة .. فوضع الله لنا اختبار لحقيقة هذا الحب حين قال تعالى على لسان نبيه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31].

فحتى يكون حبك لله حقيقيا ..لابد أن يظهر في أفعالك قبل أقوالك فتتبعي نبيه المصطفى وتقتدي به؛ فيراكِ الله حيثما أمرك وتبتعدي حيثما نهاكِ فتتقربي إليه بالطاعات والمستحبات وتبتعدي عن المعاصي والمكروهات وتستشعري مراقبته لكِ في كل زمان ومكان .. ووقتها لن تحبي الله فقط بل هو أيضا سيحبك.

واعلمي أنك لن تنالي قربه بسهولة ويسر بل لابد أن تجاهدي نفسك وتصبري وتصابري لتستحقي هذا القرب فالأمر يحتاج للكثير من الصبر والعزيمة وكثير من التدريب على الطاعات ومداومة الاستغفار وتطهير القلوب..
فإذا تقربت إلى الله عزوجل بما يحبه بصدق وإخلاص، على قدر إخلاصك وصدقك سيعينك على هذا الحب والقرب وسييسره لكِ ..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» (رواه البخاري)؛ وفي الحديث القدسي: «إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» (رواه البخاري).

أسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك للتقرب منه على الوجه الذي يحبه ويرضاه.

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 3
  • 1
  • 5,059

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً