بين التابع و المتبوع

منذ 2016-03-07

تابع عاطفي سلم قلبه و عقله لمتبوعه 
قد يكون هذا المتبوع حاكماً ظالماً مستبداً و التابع مبهور بأفعاله و تعدى انبهاره إلى الترويج للظلم و الاستبداد .
قد يكون المتبوع شيخاً عنده حق و عنده أخطاء و بسبب العاطفة يحمل المتبوع على عاتقه الترويج لأخطاء الشيخ قبل صوابه و التعصب الأعمى له .
قد يكون المتبوع جماعة أو حزباً يتبنى أعضاءه الأخطاء قبل الصواب و ينافحون عنها .
قد يكون المتبوع والداً او والدة .
و في النهاية : لا تهدي عقلك لأحد ..تحرر من عبودية العباد و انطلق بفكرك لفهم مراد رب العباد .
قال ابن عبد البر في قوله تعالى:
- {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } [البقرة: 166-167] - وقوله: {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ } [الأنبياء: 52-53] . 
وقوله: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا } [الأحزاب: 67]. 
قال: (وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد، ولم يمنعهم كفر أولئك من جهة الاحتجاج بها؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد، كما لو قُلِّد رجل فكفر، وقُلِّد آخر فأذنب، وقُلِّد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحد ملومًا على التقليد بغير حجة؛ لأنَّ كلَّ ذلك تقليد يشبه بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثام فيه)   [جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البر]  .
أبو الهيثم 

  • 2
  • 0
  • 8,559

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً