مع القرآن - العدل و القسط في الشهادات و المواقف

منذ 2016-03-08


مسافة شاسعة بين أفعال المسلمين و بين أوامر رب العالمين 
هذا أمر من الله تعالى بالعدل و القسط في الشهادات و المواقف مع العدو و الصديق فالعدل لا يفرق بين قريب و بعيد و بين حبيب و بغيض .
ففاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم و سائر المسلمات سواء أمام القضاء و عند الشهادة .
و أمير المؤمنين و خليفتهم  مع سائر الأمة سواء عند التحاكم .
 و شهادتي لأبي كشهادتي لعدوه لا فرق  فلا قرابة تجبرني على الكذب و الافتراء حتى لو كان المشهود في حقه أقرب الأقربين .
العدل و القسط في الأقوال و الأفعال لا يتزحزح أو يتزعزع أو يتغير مع كافة المسلمين فلا فرق بين جماعتي و حزبي و الأقربين لقلبي و بين غيرهم من سائر الأمة فالميل للجماعة و الحزب و الأقربين على حساب الشرع و على حساب الأمة ما هو إلا هوى .
بل لا فرق عند التقاضي بين المسلم و الكافر إذا كان للكافر حقاً مسلوباً .
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة 8] .
قال السعدي في تفسيره :
أي { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } بما أُمِرُوا بالإيمان به، قوموا بلازم إيمانكم، بأن تكونوا { قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ } بأن تنشط للقيام بالقسط حركاتكم الظاهرة والباطنة.
وأن يكون ذلك القيام لله وحده، لا لغرض من الأغراض الدنيوية، وأن تكونوا قاصدين للقسط، الذي هو العدل، لا الإفراط ولا التفريط، في أقوالكم ولا أفعالكم، وقوموا بذلك على القريب والبعيد، والصديق والعدو.
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ } أي: لا يحملنكم بغض { قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا } كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق.
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } أي: كلما حرصتم على العدل واجتهدتم في العمل به، كان ذلك أقرب لتقوى قلوبكم، فإن تم العدل كملت التقوى.
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } فمجازيكم بأعمالكم، خيرها وشرها، صغيرها وكبيرها، جزاء عاجلا وآجلا.
أبو الهيثم

  • 0
  • 0
  • 2,228
المقال السابق
الإيمان و العمل الصالح
المقال التالي
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً