مع القرآن - أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ

منذ 2016-03-09

لم يخرم عيسى بن مريم عليه السلام عهد الله و ميثاقه و لا خالف الأنبياء من قبله .
نفس المنهج و نفس العقيدة و نفس الأصول من لدن آدم إلى قيام الساعة .
فلما بدل الأتباع تعاليم سيدهم و معلمهم عليه السلام دب بينهم الخلاف و العداء و تفرقوا و كانوا شيعاً و كفروا بعضهم بعضاً في مجامعهم الكنسية و كل مجمع يأتي بعقيدة تخالف ما قبله و تكفرهم و تكفر من يخالفهم حتى صاروا فرقاً لكل فرقة دين .
و هذه رسالة واضحة للأمة الخاتمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم  حتى لا يقعوا في نفس الفخ , و لكن و للأسف الشديد أبت الأمة إلا التفرق و اتباع أخطاء اليهود و النصارى و سننهم حذو القذة بالقذة .
قال تعالى :
{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } [المائدة  14]   .
قال السعدي في تفسيره : أي: وكما أخذنا على اليهود العهد والميثاق، فكذلك أخذنا على { الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى } لعيسى ابن مريم، وزكوا أنفسهم بالإيمان بالله ورسله وما جاءوا به، فنقضوا العهد، { فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } نسيانا علميا، ونسيانا عمليا. { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي: سلطنا بعضهم على بعض، وصار بينهم من الشرور والإحن ما يقتضي بغض بعضهم بعضا ومعاداة بعضهم بعضا إلى يوم القيامة، وهذا أمر مشاهد، فإن النصارى لم يزالوا ولا يزالون في بغض وعداوة وشقاق. { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } فيعاقبهم عليه.
أبو الهيثم

  • 0
  • 0
  • 4,192
المقال السابق
ميثاق الله
المقال التالي
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً