معتقل

منذ 2016-03-10

"خطيبي معتقل سياسي، وأهلي ضاغطين عليّ .."

"عقَد عليّ وحددنا موعد الفرح .. واعتُقل .."

"متزوجة من أربعة شهور وتركني حامل .. واعتقل .."

"كنت واعدها أتقدم.. واعتقلت سنة.. وطالع الدنيا كلها ضباب في عيني.."

مثل هذه العبارات صارت معتادةً جدًا في كثيرٍ من الأسئلة والاستشارات التي تصلني..

حتى أصبحت أخشى على نفسي من التبلد أمامها كأنها صارت الأصل، أو وضعًا عاديًا ينبغي ألا تقف عنده كثيرًا..

"معتقل"..

كلمةٌ تختبئ خلفها آلاف الأحلام الموؤودة بالإصرار، وتترقب أمامها آلاف الآمال المشنوقة بحبل الانتظار..

طابورٌ طويلٌ من المشاهد المُجترّة بتلك الكلمة القصيرة!

لا يبدأ بصغيرٍ يمد إصبعه من فتحةٍ في السلك الفاصل ليلمس بنان أبيه، ولا ينتهي عند ورقةٍ مرفوعةٍ فيها أسئلةٌ وأخبارٌ وبشائرٌ لِتُقوّيه !

نجحت.. وأختي ولدت.. وأنت وحشتنا.. و"هنبيع العفش"..

إنه كان يرجو أن يُتم خطبته .. وكان يريد أن يفرح -ككل الناس- بزوجته..

كان يسعى لفرصة عملٍ وبيتٍ صغيرٍ يجمعه بمن أرادها قلبه.. لا زنزانةٍ صغيرةٍ لا يدري فيها ما ذنبه!

إنها كانت تحتاج حقّها الطبيعيّ في أن تستند عليه وتتحامى من الدنيا وما فيها..

أهلها معذورون.. وحبها لا يهون.. والناس لا يرحمون!

لا.. ليس طبيعيًا .. ولن نتعوده ..

سيعود الوطن.. وتتحقق الأحلام..

ولا نامت أعين اللئام!

محمد عطية

كاتب مصري

  • 1
  • 0
  • 1,048

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً