سنن نبوية مهجورة - (10) دعاء ركوب الدابة حضرًا وسفرًا

منذ 2016-03-28

دعاء ركوب الدابة حضرًا وسفرًا

عن علي بن ربيعة رضي الله عنه قال: شَهِدتُ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فلما وضع رجله في الرِّكَاب قال: "بِسْمِ اللَّهِ" ثَلاَثًا، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ". ثُمَّ قَالَ: "{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [الزخرف من الآيتين:13-14]"، ثُمَّ قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ" ثَلاَثًا، "اللَّهُ أَكْبَرُ" ثَلاَثًا، "سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ"، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ» رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني (سنن الترمذي؛ برقم: [3446]).

وعن عبد الله ابن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثًا، ثُمّ قَالَ: «{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}، اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ» )، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ، وَزَادَ فِيهِنّ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ» (صحيح مسلم؛ برقم: [1342]).

يُعَلِّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نذكر اللهَ تعالى في كل أحوالنا؛ ومن ذلك أنه كان يذكره عند ركوبه للدابَّة، سواء في ذلك الحَضَرُ والسفر، فحديث علي بن أبي طالب فيه ذكر دعاء ركوب الدابة في الحَضَر، وحديث عبد الله بن عمر فيه ذكر دعاء ركوب الدابة في السفر، وكلاهما يشتركان فيما ورد في الآية القرآنية في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [الزخرف من الآيتين:13-14]، مع اختصاص دعاء السفر بطلب التخفيف والتهوين مما يرافق السفر عادة من عناء ومشقة، واختصاص دعاء الحَضَر بطلب المغفرة من الله جل وعلا.

فما أسهل هذه السُّنَّة وأعظمها، وما أجمل أن نحافظ عليها عند ركوبنا للسيارات أو الحافلات، أو القطارات أو الطائرات، أو حتى المصاعد الكهربائية، أو غير ذلك من وسائل الانتقال.

فلنحرص على إحياء هذه السُّنَّة المباركة، بتطبيقها وتعليمها لأبنائنا، وحث الناس عليها، حتى يحفظنا الله تعالى في حِلِّنا وارتحالنا، وحتى ننال أجر إحياء سنة من سنن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

  • 21
  • 0
  • 16,343
المقال السابق
(9) صلاة الوتر
المقال التالي
(11) معاونة الأهل في المنزل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً