كلما توالت الفتن

منذ 2016-03-29

وكلما توالت الفتن، وتتابعت الخطوب، ازداد خوف المؤمن على قلبه أن يضل، وعلى دينه أن يضيع، وعلى إيمانه أن يتزعزع، وعلم يقينا أن الأمر كله لله، وأنه سبحانه "يحول بين المرء وقلبه" وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وأن الموفق من وفقه وأعانه، والمخذول من وكله لنفسه، وأن الفتن كواشف، والبلاء ممحص، وأن السعيد من قبض على دينه حتى لقاء مولاه غير مبدل ولا مغير.

وقد كانت أكثر أيمان الرسول صلى الله عليه وسلم «لا ومصرف القلوب» وكان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» فقيل له في ذلك؟ قال: «إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عز وجل فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ» (رواه أحمد والنسائي).

وإذا كان هذا حال النبي المجتبى، والرسول المصطفى، والمعصوم من الذنوب وزيغ القلوب، فكيف بحال المساكين المخلطين أمثالنا، فاللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا؛ وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 2
  • 0
  • 3,341

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً