هل يمكن أن يهدم الأقصى؟

منذ 2010-03-15

إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى.


انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يُهدم الأقصى؟، ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقي عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟، وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟

إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى.


إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:

أما الهدف الأول: فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يُشبه التطعيم الذي يقوم به الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف على طبيعته، فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يُحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود..

هذا هدف..


أما الهدف الثاني: فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون.

ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا..

ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟، ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟!


إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها الباحثون والمحللون.

وواقع الأمر -الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!!، فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية، وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟"، قال: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» . قال: "ثم أي؟"، قال: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى» . قال: "كم بينهما؟"، قال: «أَرْبَعُونَ سَنَةً» [1].

والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم u، أو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا...» [2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان عليه السلام لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على بنائه، وهو تصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي، وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال..


ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟!

والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن..

والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟

والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة..


إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله عز وجل الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما وضعنا بعد بعثة رسول الله r فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا..


إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن نصرة دين الله عز وجل، فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها، ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية!


إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة..

إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى..

نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات..


إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط.. إنني أقول هذه الكلمات الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة:

أما النقطة الأولى: فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله عز وجل سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة..


وأما النقطة الثانية: فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!!


إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة الكرام.. فقد روي ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ!!، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ!!، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا» [3]. ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه [4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة..

يقول رسول الله رضي الله عنه فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [5].

فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق..


والنقطة الثالثة التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر، فالله عز وجل يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [سورة الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح..


أما النقطة الرابعة والأخيرة في هذا المقال: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا، ولو عدنا إلى الله عز وجل عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة..

ولست أعني بالعودة إلى الله عز وجل اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً لا يأس فيه.

إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس، وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مناهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون.

ونسأل الله عز وجل أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

د. راغب السرجاني

___________________________________

[1] البخاري: كتاب الأنبياء، باب {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94] النسلان في المشي (3186)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (520).

[2] سنن النسائي: كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (693)، وسنن ابن ماجه (1408) واللفظ له، ومسند أحمد بن حنبل (6644)، صححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (2090).

[3] سنن ابن ماجه: كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله (3932).

[4] ذكر الترمذي قول عبد الله بن عمر في حديث رقم (2032).

[5] البخاري: كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (5665)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (2586).

المصدر: موقع قصة الإسلام

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 14
  • 0
  • 14,476
  • الشافعى احمد

      منذ
    فضيله الشيخ عبدالله المصلح وانا اشاهد حلقه الاسبوع الماضى من برنامج مشكلات من الحياه تكلمت فى اول الحلقه وبعدها ايضا بقليل بعد سؤالين من اسئله المشاهدين لك عن اخوه المسلمين وان الاسلام اخى بينهم وان الاسلام لا يفرق بين لون البشره ولا البلاد اقصاه من ادناها فلو ان امراه صرخت فى جاكرتا وقالت وا اسلااماه قال لها المسلم فى طنجه لبيك اختاه وان سيدنا بلال كان حبشى اسمر وان صهيب كان رومى وان ابو بكر الصديق وعمربن الخطاب كانوا من العرب فاخى الاسلام بينهم وجعلهم اخوه دكتور عبدالله المصلح ان الاسلام وشريعه الاسلام التى من يؤمن بها فقد اسلم وكان من المسلمين ومن يكفربها فقد كفر بالله ومؤاه جهنم خالدا فيها ابدا قال سبحانه ومن يبتغى غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخره من الخاسرين فهذه الشريعه حتى يعلم من يتكلم او يفصل بين المسلمين بين اصولهم اوبين بشرتهم وبلادهم وهذه سياسه وثقافه اعداء الدين من اليهود والصهاينه وهى اولى اهتماماتهم ونصب اعين دائما هى الفرقه والاختلاف بين صف المسلمين وايضا من المسلمين انفسهم الذين لايردون الخير لهذا الدين ولا المسلمين فيشعلون نار النعارات القوميه والفتن بين الشعوب الاسلاميه فينتج عن هذا الفرقه والاختلاف بين الشعوب الاسلاميه بل والحرب والقتال بينهم كما حدث بين الاوس والخزرج اشعل اليهود الفتنه بينهم فقاموا وكادوا ان يتقاتلوا بينهم ان شريعه الاسلام لا تفرق بين ابيض شديد البياض وبين اسود شديد السواء ولا بين من كان اصله عربى او عجمى او حتى هندوسى من عباد الاوثان ان اسلم ان شريعه الاسلام جعلت فى الصوات الخمس يوميا الابيض يقف بجوار الاسمر الكردى يقف بجوار المصرى وبجوار الجزائرى وبجوار المسلم الامريكى والمسلم الفرنسى والمسلم الصينى والمسلم البرازيلى كما قلت انت الاسلام ثم الدوله فالاسلام اولا والاسلام يجمعهم جميعا تحت قبه الاخوه فى الله ومظله لا اله الا الله قال سبحانه يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فكل المسلمين على وجه الارض والذين امنوا بالله وبرسول الله وان القران هوكلام الله كلهم شعوب وقبائل لا فرق بينهم ولا ميزه بينهم تميزهم عن بعض واكرمهم على الله هو اتقاهم لله فلو كان هناك زنجى اسود قصير افتس الانف اجعد الشعر اتقى الى الله من من يحمل مفاتيح باب الكعبه من عائله شيبه فهو اكرم على الله منه واقرب الى الله منه فالله لا ينظر الى صور ولا اجسام ولا عائلات ولا قرابه ولا نسب ولا غنى ولا فقر ولكن ينظر الى القلب والعمل فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو لهب خالدا فى النار وسيدنا بلال الحبشى بشره رسول الله الذى كا ن عبدا بالجنه هو لا يزال حيا فالاسلام من يدخله ومن يعتنقه يصبح اخ فى الله لاخوه المسلم له ما له وعليه ما عليه والاسلام دين توحيد واتحاد واجماع وجماعه يسع اهل الارض جميعا لو شاء الله لهم ان يهتدوا ويسلموا ويدخلوا فى دين الاسلام الابيض والاسمر والاصفر والاحمر العربى والرومى والهندوسى والملحد واليهودى والنصرانى يجعلهم جميعا اخوه فى الله واحبه فى الله رحماء بينهم يؤثر على انفسهم جميعا ابتغاء وجه الله يصبحون كالجسد الواحد والبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا اما من يقول هذا مصرى وهذا سعودى وهذا سورى وهذا جزائرى وغير ذالك فالاسلام سمى هذه الفرقه وهذا الاختلاف وهذه النعارات القوميه والتنازعات ريح كريه قال سبحانه واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فسمى سبحانه التنازع والفرقه والاختلاف ريح كريه منتنه تنبعث من المختلفين والمتنازعين ورجلان من المهاجرين والانصار تشاجرا فقال الانصارى يا الانصار وقال المهاجرى يا المهاجرين فسمع ذالك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى جاهليه وقال ايضا دعوها فانها منتنه فالتوحيد والاتحاد والجماعه والاخوه ريحتها طيبه عبقه مسك وعنبر وريحان والفرقه والاختلاف والتنازع ريح كريه منتنه عواقبها شؤم وفشل وخسران وذل ومهانه على الجميع والذئب لاياكل من الغنم الا الشارده قال سبحانه وان هذه امتكم امه واحده وانا ربكم فاعبدون كانها دعوه منه سبحانه يحث كل من امن به وبالاسلام ان يكونوا امه واحده كالجسد الواحد له رب واحد ونبى واحد وقبله واحده جسد واحديتفرع منه اعضاء كثيره ولو بلغت مليار ونصف عضو فهذا جسد امه اذا اشتكى عضو من هذه الاعضاء تداعت له بقيه الاعضاء بالسهر والحمى والمداواه والعلاج حتى يشفى ويبرا ويتمتع جميع الاعضاء بالحياه الهادئه المطمئنه الراضيه و الصحه والعافيه والقوه فانت ترى مثلا رجل مريض بالتهاب شديد فى العين تجد هذا المريض باعضائه كلهااليدين والرجلين والاذن والقلب والكلى والمعده ياقظه طوال الليل لا تنام ولا ترتاح حتى تبرا وتشفى العين وعندما يشفى عضو العين ويبرا ويصح يرتاح وتهدا جميع الاعضاء ويستطيعون جميعا الان ان يناموا ويسعدوا ويهنؤا بالنوم
  • mohd.2012

      منذ
    بارك الله في الدكتور راغب السرجاني فإنه والله يوضح الأمور ويجليها بأفضل طريقة.. بارك الله فيه
  • nada

      منذ
    اللهم اجعلنا بفضلك ممن قلت فيهم سبحانك (فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلديَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً )
  • حاتم حفار

      منذ
    مقالة رائعة تستعرض الواقع،نأمل أن تعود للأمة رايتهاوأن يكون لنا قدوة نقتدي به إلى الأقصى
  • nada

      منذ
    بارك الله فيك ونصر بك وبأمثالك وبالمسلمين المسجد الأقصي الأسير
  • nada

      منذ
    لا حول ولا قوة الا بالله....عليهم لعنة الله هؤلاء الاسرائليون ....اللهم يتم اطفالهم ورمم نسائهم بس يوجد معجزة بالاقصى لحد الان ..سبحان انظروا لعظمة الله... ع جدران الاقصى حفر الاسرائليون عمق تحت الارض حوالى 12 متر وبفضل الله وقدرتة ان الاقصى لم يقع هل من الممكن ان تحفر تحت اى منزل اة عقار 12 متر ولم يقع سبحان الله سبحان الله ...... ولا حول ولا قوة الا بالله. عليكم بالدعاء لاخوانا فى غزة والعراق والمجاهدين ع بقاع الارض.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً