أأنت حمار؟!

منذ 2016-04-10

أَتُرى هؤلاء أحق من عمر بن عبد العزيز بالإجلال والتوقير؟!

كثيرٌ من السادة فضلا عن القادة يتعالى عمن يراه تحت سلطته المادية أو سطوته العلمية، فيأنف حتى من رفع الصوت في سؤال، أو صُراحَة في استفهام، فضلا عن ردٍّ مخالفٍ للنظام.. بل حتى بذكره باسمه المجرد!!
في حين أن من اجتمع فيه رشدُ القيادة والسيادة، رشد السلطانين.. رشد الحُكم والعلم، يُسأل سؤالا ما لو سُئل عُشر معشاره لبعض قادة الزمان أو سادته لفتك به أو افترسه...

يُروى أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه؛ داس بقدمه رَجُلا من الرعية نائما في ظلام المسجد...
وهذا المواطن العادي؛ يظهر مِن كونه ينام في المسجد ليلا، أنه فقير لا يمتلك حتى بيتا يؤويه أو زوجة يسكن إليها؛ فينام في المسجد!!
هذا المواطن العادي يقول للرجل الذي داسه بقدمه: ما لك؟! أأنت حمار؟
فقال عمر: لا، أنا أمير المؤمنين!
فقال رفيق الأمير: دعني أفعل وأفعل، أيقول لأمير المؤمنين هكذا؟!
فقال له الأمير عمر: لا تفعل، إنما سألني: أأنت حمار؛ فأجبته: لا، أنا أمير المؤمنين!!
وانتهت المسألة!!

إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني"، فقال بشر بن سعد: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا، فرد قائلاً : الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بسيفه، وقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فيّ إن لم أسمعها"..
في حين أن سلاطين اليوم، يقتلون شعوبهم، فقط لأنهم قالوا: نريد حريتنا، ونريد إنسانيتنا.. بل فقط نريد شِبع بطوننا الخاوية!

بل يسنون في قوانينهم عقوباتة تحمي جنابهم أشد من العقوبات ضد من يسب دين رب العالمين.. هذا إن سنُّوا لها قانونا.. ثم طبَّقوه..
بل لا أزال أتعجب أتعجّب حتى من بعض من يُنسبون إلى العلماء ويتزيَّون بزيهم وينطقون بألسنتهم يأنفون حتى ممن يقصر في جانب (المبالغة) في إظهار التبجيل، كأن يقول عنه:  قال فلان، أو  أفتى فلان..دون أن يذكر معها الشيخ!!
وبعضهم يطرد من مجلسه بمثل هذه الأمور!

وبعضهم جرح طالبَ عِلم، بل شيخا آخر، لا لشيء إلا لأنه ألّف بحثًا ونصح فيه ببعض كتب المعاصرين، فجرح الجرَّاحُ الشيخَ المؤلفَ... لأنه لم يذكر من كتب الجراح شيئًا!!
أَتُرى هؤلاء أحق من عمر بن عبد العزيز بالإجلال والتوقير؟! 

أبو محمد بن عبد الله

باحث وكاتب شرعي ماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي/ بيروت يحضر الدكتوراه بها كذلك. أستاذ مدرس، ويتابع قضايا الأمة، ويعمل على تنوير المسيرة وتصحيح المفاهيم، على منهج وسطي غير متطرف ولا متميع.

  • 3
  • 2
  • 32,569

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً